عقد المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب مؤتمره العام الثامن في مدينة فاس، وذلك يوم الأحد الفاتح من شهر ذي القعدة الحرام لعام 1444هـ، الموافق 21 أيار (مايو) لعام 2023م.
د. حسن الأمراني /
وكان مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية اختارت الأستاذ الدكتور حسن بن عمر الأمراني الحسني (رئيس المكتب الإقليمي في المغرب) رئيساً للرابطة لمدة ست سنوات قادمة.
وقد تضمن جدول المؤتمر استقبال الأعضاء والتسجيل، ثم الجلسة الافتتاحية التي تضمنت تلاوة من آيات القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني، ثم كلمات الضيوف، فكلمة رابطة الأدب الإسلامي، ثم كلمة رئيس المؤتمر في الجلسة الرئيسية، واختيار أصغر الأعضاء سناً للإشراف على الانتخابات، فقراءة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما، وانتخاب هيئة إدارية للمكتب الإقليمي.
وقد تم انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة للمكتب الإقليمي بالمغرب في جو من المودة والتعاون والرضا والأمل، وألقى الرئيس الجديد الأستاذ الدكتور رضوان بنشقرون كلمة بهذه المناسبة. وانتهى المؤتمر بدعاء الختام.
----------------------------
كلمة رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية
في المؤتمر الثامن للمكتب الإقليمي للرابطة في المغرب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
السيد عميد كلية الشريعة بفاس، الدكتور عبد المالك عويش، نيابة عن رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله المحترم
فضيلة العلامة الدكتور عبد الحي عمور، رئيس المجلس العلمي لحاضرة فاس.
السيد المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية المحترم
الدكتور مصطفى فوضيل
أيها السادة المحترمون، أيها الضيوف الأكارم،
لقد كان من قدر الله تعالى أن يعقد مؤتمرنا هذا في مدينة فاس العالمة، وذلك بعدما انتخب مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالإجماع المغرب ليتولى رئاسة الرابطة للسنوات الستّ القادمة. وأي مدينة هي أولى أن تفتتح أنشطة الرابطة في عهدها الجديد من مدينة فاس، مدينة جامعة القرويين، أول جامعة في العالم، هذه الجامعة التي بنتها المرأة الصوّامة، القوّامة، فاطمة الفهرية. وقد صار يأوي إلى القرويين طلبة العلم من كل الأقطار، الإسلامية وغير الإسلامية، في التخصصات المختلفة والمتعددة. ولم يتخرج منها العلماء المسلمون فقط، بل تخرج منها أيضا علماء نصارى ويهود، وعلى رأس العلماء النصارى جلبر دوريلاك الذي انتهى إلى أن يغدو حبرا أعظم، في القرن العاشر الميلادي، باسم البابا سلفستر الثاني. وكانت هذه الجامعة ملاذا للعلماء وللطلبة في جميع الفنون والعلوم الدينية والإنسانية والعلوم التجريبية، وشع نورها فغمر العالم كله.
وفاس أيضا هي مدينة العلماء الأولياء الصالحين الذين انتشروا في العالم، ومنهم الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسين الغوث، المعروف عند العامة باسم سدي مدين، وقد مثلت حياته صورة لوحدة البلاد الإسلامية، حيث ولد في الأندلس، ودرس في فاس ومراكش، وسكن بجاية ومات ودفن في تلمسان.
ومنهم السيد أحمد البدوي الذي هاجر من فاس إلى مصر، واستقر في طنطا، ومات بها فصار مثواه من أعظم المزارات في مصر والعالم الإسلامي.
ونحن نحمد الله جل وعلا على أن هدانا لهذا، باختيار حاضرة فاس، مدينة العلماء والأدباء والأولياء، لعقد هذا المؤتمر، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
إن رابطة الأدب الإسلامي العالمية، لتشْرُف بحضوركم معنا في هذه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثامن للمكتب الإقليمي في المغرب، من أجل انتخاب هيئته الإدارية التي يتجدد انتخابها كل ثلاث سنين، طبقا لقانونها الأساسي.
وإنه لا بأس من تقديم لمحة عن رابطة الأدب الإسلامي، ونشأتها، وأهدافها، ومسيرتها، ودور المغرب في ترسيخ قيمها ومبادئها.
لقد أُسّست رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1984، وعقد مؤتمرها الأول في لكنو، بالهند، عام 1986، وكان المغرب ممثلا في هذا المؤتمر الأول بشاعرين هما عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله، وكان أستاذا بدار الحديث الحسنية، وحسن الأمراني.
وإن من الأهداف التي سطرتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية، كما ورد في المادة الأولى من قانونها الأساسي، أنها (تلتزم بالبعد عن الصراعات الحزبية والسياسية)، وأنها، طبقا للمادة الثالثة، تعمل على (توثيق الصلة بين الأدباء الإسلاميين في العالم، وإقامة التعاون بينهم، وجمع كلمتهم على الحق وَفق منهج الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف). وهذا المنهج، منهج الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف، هو المنهج الذي التزمت به الرابطة منذ نشأتها، وكان شيخُ الوسطية والاعتدال، أبو الحسن الندوي الحسني رحمه الله تعالى، رئيسا للرابطة منذ نشأته إلى عام 1999. ومنهج الوسطية والاعتدال هذا هو المنهج الذي ارتضاه المغرب والمغاربة عبر التاريخ، حكاما ومحكومين.
هذا النهج القائم على الوسطية والاعتدال، هو نفسه النهج الذي طالما نادت به رابطة الأدب الإسلامي العالمية والتزمت به في جميع مؤتمراتها وقراراتها.
وقد فتحت رابطة الأدب الإسلامي العالمية مكاتب لها في كثير من بلدان العالم، وكان أولُ مكتب يفتح خارج القارة الهندية هو مكتبَ تركيا، ثم تلاه مباشرة مكتبُ المغرب، في عام 1995. ومنذ ذلك الحين والمكتب الإقليمي في المغرب يعمل على نشر منهج الوسطية والاعتدال، من خلال مؤتمراته، وملتقياته، وندواته. وكان سباقا إلى عقد الملتقى الدولي الأول للأدب الإسلامي في كلية الآداب بوجدة عام 1994. بل إن المغرب أصدر منذ عام 1983، أي حتى قبل قيام الرابطة، أول مجلة للأدب الإسلامي في العالم، وهي مجلة المشكاة التي ما تزال تصدر حتى الآن، ملتزمة بمنهج الوسطية والاعتدال. وهذا وجه من وجوه الأدلة على أصالة هذا الأدب في بلادنا.
وهنا لا بد من تصحيح أمر يتعلق بمفهوم الأدب الإسلامي، حيث يظن بعض الناس أن الأدب الإسلامي هو الأدب الديني، وهذا وهم كبير، فالأدب الديني، من ابتهالات، ومديح نبوي، وتخليد للمناسبات الدينية، ليس غير رافد من روافد هذا الأدب العظيم، الممتدِّ في الزمان، لأن بدايته كانت مع إمام البيان سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينقطع منذ ذلك التاريخ، والممتدِّ في المكان، لأنه أدب الشعوب الإسلامية كلِّها، من طنجة إلى جكارتا، وممتدِّ في الطبيعة، لأنه أدب الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو متّسع في أغراضه ومضامينه وأشكاله باتساع الإسلام نفسه.
وعلاقة الأدب الإسلامي بغيره من الآداب كعلاقة الإسلام بغيره من الأديان، فهي علاقة ينتظمها قولُه تعالى: "لا إكراه في الدين"، وقولُه جل وعلا: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، فالتعارف والتلاقح والتآزر بين الآدب الإنسانية أمر حتمي وواجب، ولذلك طالما قلنا إن كل أدب إنساني، يبني الإنسان بناء صالحا منسجما مع فطرته السليمة، ويدافع عن كينونته السويّة ليقيها من التشوه والانحراف والشذوذ، ويرسخ صور الجمال المشرق، والجلال المتألق، هو أدب يتلاقى مع الأدب إسلامي ويتطابق معه، كيفما كانت لغة هذا الأدب، ومهما تباينت جنسيات أدبائه. فصِلَتةُ الأدب الإسلامي بالآداب الأخرى صلة تعارف وتعاون، كصلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم.
إذا كانت تلك هي بعضَ معالم الأدب الإسلامي، فإن من أهدافه العمليةِ أنْ يُعرِّف بقضايا الأمة الجوهرية التي يعيشها الناس، ويكابدونها، ويعملَ على معالجتها، بوسائله الطبيعية، التي هي الكلمة التي تتحصن بالحق والخير والجمال، فهو لا يصرف بصره عن واقع المستضعفين في الأرض، وقضاياهم، بل هو يؤازرها، ويعتبر الدفاع عنها من صميم رسالته، حيث يستحضر الآية الكريمة: (قالوا ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلّين. ولم نك نطعم المسكين). وإذا كان طعام المسكين فرضا، فإن من الفرض بالتبعية رفعَ المعاناة عن الضعفاء، ومن أعظم صور المعاناة ما يعانيه شعبنا في فلسطين.
فقضية فلسطين قضية جوهرية، والدفاع عنها، وعن شعبها المستضعف واجب. ونحن نستحضر هنا دور لجنة القدس، التي يرأسها ملك المغرب محمد السادس، في الدفاع عن القدس وهويتها العربية والإسلامية، وفي العناية بالشعب المقدسي، وتلبية حاجاته في التنمية، من التعليم أولا، ومن المظاهر التنموية المتعددة الأخرى، وذلك منذ تأسيسها عام 1975. ومن آليات هذه اللجنة وكالة بيت القدس التي وضعت صناديق في كل ربوع المملكة، لكي لا يُحرم أي مواطن يريد دعم فلسطين من ممارسة هذا الدعم ماليا.
وقد عقدت لجنة القدس في عام 1984 مؤتمرا استثنائيا جعل من أهدافه التصدي للمخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد القدس، وطمسِ معالمها العربية والإسلامية والمسيحية، والوقوفَ في وجه محاولات إسرائيل الضغط على بعض الدول لنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، وتأكيدَ أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية. كما دعا رئيسها الملك محمد السادس السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وجميع الهيئات الفلسطينية إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة، تؤدي إلى وحدة الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته لتحقيق أهدافه الوطنية، واسترجاع سيادته كاملة غير منقوصة.
إن هذا الموقف من فلسطين ليس أمرا طارئا على المغاربة، فقد شهد التاريخ بهذه النصرة لفلسطين ولغيرها من الشعوب الإسلامية عبر التاريخ.
ويذكر التاريخ أن الناصر صلاح الدين الأيوبي استصرخ المغاربة، على عهد المنصور الموحدي، فلبى المغاربة النداء، وأرسل المنصور جيشا أبلى البلاء الحسن في الدفاع عن أرض فلسطين ودحر الصليبين.
وفي عصرنا الراهن شارك المغرب، كما شارك غيره من البلدان العربية، مشاركة مشهودة في حرب رمضان، أكتوبر1973، دفاعا عن فلسطين، وعن الأمة العربية. فليس جديدا على المغرب إذن نصرةُ إخوانه في كل عصر وفي كل مصر.
وأما أدبيا، فلم يبق أديب ذو بال، على تباين المذاهب الفكرية، والاتجاهات السياسية والإيديولوجية للأدباء، وعلى اختلاف الأجناس الأدبية، شعرا ونثرا، وتعدد اللغات، من العربية إلى الأمازيغية إلى اللغات الأجنبية، إلا كان لفلسطين نصيبٌ من أدبهم، وما ذلك إلا لاقتناع هؤلاء الأدباء بعدالة القضية الفلسطينية، وبأن الانتماء الواحد للشعب المغربي والشعب الفلسطيني، تاريخا، وعقيدة، ولغة، ونضالا مشتركا ضد الصهيونية، وضد الهيمنة الاستعمارية العالمية، يمثل انتماء حضاريا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فلذلك هو انتماء لا تنفصم عراه، ولا يحد مداه.
وإذا كنا نجعل من اهتمامنا وحدةَ الأمة، من طنجة إلى جاكرتا، والدفاع عن قضاياها، فإن من تمام الوحدة دعمَ الوحدة الترابية للبلدان العربية والإسلامية التي تتعرض لمؤامرات التقسيم، والحرص على كل ما يحقق وحدة الأمة، حيث لا تعارض بين مواجهة تقسيم البلدان وتمزيقها، وبين الوحدة الشاملة التي تمثل مطلبا تاريخيا.
هذه الوحدة هي التي جعلت الأندلس تستصرخ الأمير يوسف بن تاشفين عندما تعرضت لهجمة الفرنجة الذي أرادوا تفتيتها وطرد المسلمين منها. وقد أجابهم الأمير المرابطي، بجيش خضد شوكة الفرنجة، وكان ذلك سببا في امتداد الحكم العربي والإسلامي في الأندلس قرونا، وقد سجل الأدب الإسلامي ذلك فقال مالك بن المرحل:
شهد الإله وأنت يا أرض اشهدي أنا أجبنا دعـــــــــــوة المستنجد
وما تزال صيحة مالك بن المرحل تتردد في قلوب المغاربة قبل حناجرهم، كلما حزب أمرٌ عضوا من أعضاء هذه الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس.
إن الإيمان بهذه الوحدة أيضا هو الذي جعل دول المغرب العربي، موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، يجتمعون في مراكش في 17 فبراير من عام 1989، ويوقعون معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، الذي كان خطوات مباركة قبل أن تهبّ ريح عطلت آليات حركته. إلا أن الأمل معقود بأن تنقشع الغيوم، ويساهم الاتحاد مسيرته في طرق الوحدة الشاملة.
إن الوحدة بين المشرق والمغرب هي التي تغنى بها الشاعر محمد التهامي، الذي وقف في الملتقى الدولي الأول للأدب الإسلامي بوجدة، فأنشد قصيدة خاطب فيها المغرب قائلا:
تُحبّكمُ مياه النيـــــــــــل حبّـــــــــــــــــــــــــــــــــا
عن الإغـــــــــــــــــــــراق في الأشــــــــواق ينبي
يلاقي عشقُهــــــــــــــــــــا عشقاً لديكم
كصبّ دائـــــــــــــــم النجوى لصـــــــــــــــــبّ
فـإن نــــــــــــادت مآذنـــــــــــكم بفـــــــــاسِ
فمـن طنطــــــــــــــــا مآذننـــــــــــــــا تُـــــــــــــــــلبّي
يصيـــــــــــــــح السيّــدُ البــــــــــدويّ فيهـا
أنا من مــــغْـــــــرب الأمجـــــــــــــــــــاد غَــربي
فإن دعت الـــــــــرباط هفــــــــت إليها
بقـــــــاهرة الـــمُعِــز قلوبُ شعــــــــــــبي
يميــــــــــنك في يميـــــــــني كم تســــاوي؟
تساوي مخـــرجاً من كــــــــــــــــلّ صعــــبِ
سادتي وإخواني،
ليس لي، بعد ما استمعنا إليه من كلمات طيبة، إلا أن أجدد تحياتي وتقديري وشكري، باسمي وباسم أعضاء الهيئة الإدارية للمكتب الإقليمي في المغرب، للضيوف الذي استجابوا مشكورين لدعوتنا، ولكل من دعم هذا المؤتمر، إما ماديا، وإما معنويا، ولو بالكلمة الطيبة، ولمن يسر اجتماعنا ها هنا، في هذه القاعة، كما نشكر الأدباء والشعراء وأهل الفكر والعلم، وأهل الصحافة والإعلام، ممن دعموا بحضورهم ومشاركتهم مؤتمرنا هذا، فلهم جمعيا منا عظيم الامتنان، ومن الله العلي القدير نسأل لهم حسن المثوبة وعظيم الجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسن الأمراني، رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ورئيس مكتبها الإقليمي في المغرب.
-----------
-------------------
على لسان مضطرمٍ
أُصــــــارع أفـكـــــاراً طـــــغــت بـفــــــؤادي وأرمـــــق من حولــــــي عواصــف أقبلـــــت فهـــــــذا قــــريضـــــي قد عـلت صرخـــاتـــــه بـــــلابــل شــــعـــري أخـرستــهـــا صــواعــــقٌ وأشـــجـــــارُه قد صَــــوَّحَـــتْ وتَــــنــــاثــــــرت ومنبعــــــه الرقــــراق غــــــارت بـــحــــــــورُهُ فلا الشـــعـــر أضحـــــى يستجـيش عواطـفــي ولا الـوزن والأنـغـــــام هـزت مــشـاعــــــــري يقــــولــــــون شـــعـــر الســــابقـــــين تـهالـكـت وأَلــــغـــوا قـــيــود الشـــعـــــر منــه تـــحــــــرروا ومـــا للقـــوافـــــــــي حـاجة في قريــــضــــــــــنا هـلمـــــوا إلى شعــــــرٍ بأخـيـــــلـــــة أتــــــــت ســـئــــمــــت من الشـــعـــــر الذي رشحـــــاتــــــه فلا الشــــعـــــر شـــعــرٌ يــــســـتمـــــد شــــروقــه ولا شـــــمــــسه قد أشــــــرقت بـــنــــــهــــــــاره ولا اللغـــــة الفصحــــــى الجمـــيلـــــة بـُـوِّئَــــــتْ ولكـنـــهـــــا مـخـــــلــــوطــــــة بِــــلِــــدَاتِـــــــــــها فيـــــا أهـــلهـــــــــا ردوا عـــليـــهـــــا نــضــــــارةً وأحــيــــــوا لــــهـــــا أمــــجــــــادها وتـــراثهـــــا وأحيـــــــوا بهـــا القـــــرآن واسـتمــســـــكوا بـــــه وأحـيــــــوا لنـــــا الشـعر الرصـــــــين بــــرؤيــــة أعـــــيـــــــدوا لــنـــــــــــا أيــــــــــامـــــه ورُواءَهُ فــــرابــــطـــــــــة الآداب هذا مــجــــــــــالـــهــــا وآمــــــالُــــنـــــــا مـــــعـــقـــــودة بــــحـبـــــالــــهــــا بشعــــــــر ونــــثـــــر يــمتحــــــان من الهــــــدى فلا تهـنـــــــــــو بالله في حـــــركـــــاتــــــكـــــم
...
....
|
وأَمـْـــــخـُــر أمـواجـــــا جريـــن بــــــــــوادي وهـــــــوج ريـــــاح قد عـــتت بــــــبـــــلادي أعيــــــدوا عـلى سمـــعـــي تـرنــُّـــمَ شـــــــــــاد من النـــــاعقـــــات البـــــاعثـــــات سهـــــادي ومالــــــت مع الريــــــح التــــي بــوهـــــــــادي قـــــرراتُهـــــــا قد ســُجـِّـــــــــرت بــــرمــــــاد ولا الشــــــــاعر الجيَّـــــــاشُ قــــام ينـــــــــادي ولا اللفـــــظ منســـــــوج بـــغـــــيـر سنــــــــاد طراوتــــــــــه لا تـــحــفلــــــــــــــوا بتـــــــــلاد من الـــوزن لا تــــلقــــــــوا له بنجــــــــــــــــــاد فقد هــــــلـكــــــت واستثـــــــأرت بحـــــــداد من المنبـــــت المـحـــــمــــــــــوم فيـــــه روادي تفــــــــــــوح بمــــا يـجـــــــتــــــر أســـــــــوأ زاد من الواقـــــــع الــمــــفـجــــوع بـيــن نكـــــــــــاد ولا بـــــدْرُهُ في الليـــــل فــــــوق ســـــــــوادي مكــــانتــَـــهــــــا في الــراقـــــمـــــين بضــــــــــاد مُـهَجَّنــَـــــــــةٌ خُـطَّــــــــــت بغــير مـــــــــــداد وسيــــــــروا إلى إحيـــــائهـــــــــا بجهــــــــــــاد ورصُّــــــــوا لهــــــا بنيــــــانهـــــــا بأيـــــــــــــاد وســيـــــــروا على منهـــــاجــــه بــرشـــــــــــــاد تلامـــــس أوجـــــــاعًــــــــا لنـــــا بضمـــــــــاد وردوا بــــه في الــنـــــاس طـعـــــنَ مــعــــــــــاد وتـربـتــــهـــــــــا فلتـــــعلـــهـــــا بسمـــــــــــــاد على نصــــــرة الإســــــلام بيــــــن عــبــــــــــاد ومن أدب القــــــــرآن أفــــضــــــــلِ هـــــــــاد لإبقـــــــــاء هــــــذا الصــــــرح فوق عمـــــــاد
...
|