وفاة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي
كتب   مدير الموقع  نشر فى : Apr 13, 2023   طباعة   أرسل لصديق  أرسل لصديق 
.

 

التاريخ: 22 رمضان 1444هـ

 

 

فيديو 

 
بقلوب خاشعة، وعيون دامعة، ونفوس راضية بقضاء الله تعالى نعـــزي جميع أعضاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية في وفــاة رئيسها سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي الذي لبى نداء ربه العلي القدير اليوم الخميس 22 رمضان 1444 هـــ.كما نعزي كل محبي الأدب الإسلامي، ونعزي مسلمي شبـــــــــــــــــه القارة الهندية، في رجل طالما وقف مدافعا عنهم، خادما لقضيتهم.ونعزي الأمة الإسلامية قاطبة في عالم عامل، وأحد أعلامها المخلصينالذين سخروا فكرهم وأدبهم لخدمة أمتهم إلى أن وافاه قضاء الله المحتوم.وإنا نقول تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن القلب ليخشع، وإنالعين لتدمع، وإنا لفراقك يا شيخنا محمد الرابع لمحزونون، ولا نقول إلا مــايرضي ربنا عز وجل:إنا لله وإنا إليه راجعون).

 
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شيخنا الراحل برحمته، ويلحقه بعبادهالأبرار، ويبوئه الفردوس الأعلى من الجنة، ويحسن إليه جزاء ما قدمـــهللأدب الإسلامي، ولأمته، من خدمات جليلة
عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية، النائب الأول للرابطة، حسن الأمراني،المغرب.

 

---------------------

نبذة عن سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله 
محمد وثيق الندوي 
استأثرت رحمة الله بالعالم الرباني الجليل والمفكر الإسلامي العظيم الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء ظهر يوم الخميس  الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك ١٤٤٤ه المصادف ١٣من أبريل ٢٠٢٣م وإن وفاته خسارة لا تعوض، وثلمة واسعة لاتسد.
  
الاسم: محمد الرابع الحسني الندوي.
 والده:رشيد أحمد بن خليل الدين الحسني.
 تاريخ الولادة: 6 جمادى الأولى/ عام 1348هـ المصادف 2/ أكتوبر عام 1929م.
 أسرته:ولد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في أسرة الأشراف الحسنيين التي انتقل جدُّها إلى الهند في ا لقرن السادس الهجري، واستوطنت في شمالي الهند، ثم أقامت في رائ بريلي في عهد الإمبراطور المغولي أورنج زيب عالمكير (م1118هـ) وقد انتقل إلى هذه المنطقة العالم الرباني الشيخ علم الله الحسني (م1096هـ) الذي كان من مسترشدي العالم الرباني الكبير السيد آدم البنوري (م1053هـ) من كبار خلفاء الإمام أحمد السرهندي، وقد عرفت هذه المنطقة بعد إقامة الشيخ علم الله بـ "دائرة الشاه علم الله الحسني". وفي اللغة العامة باسم "تكية الشاه علم الله"، والتكية معناها: الزاوية، أو تكيه كلان، أي الزاوية الكبرى، لأنه توجد في رائ بريلي زاوية أخرى تعرف بتكية الشيخ عبد الشكور وهي أيضاً واقعة على شاطئ نهر سائ، مثل تكية الشاه علم الله، وفي كتب التاريخ أن الشاه علم الله كان يريد الهجرة إلى الحجاز، لكن الشيخ عبد الشكور الذي كان من الرجال المعروفين في رائ بريلي أبدى رغبته بأن يقيم الشيخ في هذه المنطقة للدعوة والإرشاد، وامتثالاً لرغبته استوطن الشيخ علم الله هذه القرية، وبنى مسجداً كبيراً مربعاً ومنزلاً صغيراً على تل كبير.
أنجبت أسرته كبار الصالحين والأئمة المجتهدين والمجاهدين،كانوا على صلة بمشايخ أسرة الإمام السرهندي، والإمام الشيخ ولي الله الدهلوي، وتولوا مهمة الدعوة والإصلاح والإرشاد في عصورهم، كان في مقدمتهم الداعية المجاهد الكبير الإمام أحمد بن عرفان الشهيد الذي قام بحركة الإرشاد والتربية ثم الجهاد، وذلك في القرن الثالث عشر الهجري في مناطق من شبه القارة الهندية، فكان لها تأثير واسع ومديد في أطراف الهند لا تزال آثارها ملموسة، وكان في هذه الأسرة الشيخ ضياء النبي الحسني (م١٣٢٦هـ) الذي استرشد به خلق كبير عن طريق الشيخ محمد أمين النصير آبادي الذي تاب على يده ألوف من سكان المدن المجاورة لرائ بريلي، والشيخ ضياء النبي الحسني هو جد الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي من جهة الأم.
نشأ الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في بيت العلم والصلاح، فقد كانت والدته السيدة أمة العزيز شقيقة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وبنت السيدة الصالحة خير النساء والدة الشيخ أبي الحسن الندوي، وهي بنت الشيخ ضياء النبي، فنال رعاية والدته الصالحة وجدته الصالحة، ثم انتقل إلى لكهنؤ بعد التعليم الابتدائي، فنال رعاية خاليه الدكتور عبد العلي الحسني، والشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وتتلمذ على خاله الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي، وقرأ عليه كتب الأدب واللغة والعلوم الشرعية، ثم التحق بجامعة ندوة العلماء، واستفاد من كبار الأساتذة في عصره، وتخرج في عام ١٩٤٨م،كما استفاد من مشايخ عصره، في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الرائيبوري، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وكان منهم شيخ الإسلام الشيخ حسين أحمد المدني.
وفي عام ١٩٤٩م عين في دار العلوم لندوة العلماء كمدرس مادة اللغة العربية وآدابها.
ولازم صحبة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في رحلاته، فسافر معه إلى الحجاز في عام ١٩٥٠م، وأقام أكثر من سنة قضاها في الدعوة وكسب العلم من مناهل العلم والمعرفة فيه، ثم عاد إلى لكهنؤ وعين أستاذاً مساعداً للأدب العربي في دار العلوم لندوة العلماء في عام ١٩٥٢م.
وفي عام ١٩٥٥م عين رئيس قسم الأدب العربي في جامعة ندوة العلماء.
وفي عام ١٩٧٠م اختير عميد كلية اللغة العربية وآدابها بجامعة ندوة العلماء.
و في عام ١٩٣٣م عين مديراً لدار العلوم لندوة العلماء بعد وفاة مديرها في ذلك الحين الشيخ محب الله الندوي اللاري.
وفي عام ١٩٩٨م عين نائب رئيس ندوة العلماء.
وعين في ٣/ يناير من عام ٢٠٠٠م رئيساً عاماً لندوة العلماء بعد وفاة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في ٣١/ ديسمبر من عام ١٩٩٩م.
وفي عام ٢٠٠٣م اختير رئيساً لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند بعد وفاة رئيسها القاضي مجاهد الإسلام القاسمي في عام ٢٠٠٢م.
وبعد وفاة الشيخ الندوي عين نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها لشبه القارة الهندية وبعد وفاة رئيسها الدكتور عبد القدوس أبو صالح انتخب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام ٢٠٢٢م.
وأصدر الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في عام ١٩٥٩م صحيفة "الرائد" وهي صحيفة عربية نصف شهرية، لا تزال تصدر من ندوة العلماء بجانب مجلة "البعث الإسلامي" التي أصدرها الشيخ محمد الحسني بتعاون الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي، وأثرى الشيخ محمد الرابع الندوي هذه الصحيفة بمقالاته القيمة، الأدبية والإصلاحية. وكان يشرف الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي على المجلات الصادرة من ندوة العلماء: " تعمير حيات" (الأردية) و" سجا راهي" بالهندية( الرائد الصادق) و مجلة إنجليزية "The Fragrance of East" .
المشاركة العلمية :
شارك في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والعلمية على المستوى المحلي والعالمي والدولي، وقدم بحوثاً ومقالات نشرت بعضها في كتيبات وبعضها في المجلات والصحف الوطنية والعالمية. منها :
استنبول ، القاهرة ، عمان ، لاهور ، تشاكانج ، مكة المكرمة ، أوكسفورد ، الرياض المدينة المنورة .
الرحلات العلمية :
زار عدداً من بلدان أوربا وآسيا وإفريقيا مثل بلاد الحرمين الشريفين، وتونس، والجزائر، وتركيا، وبلاد ما وراء النهر، ودول الخليج، وجمهورية مصر العربية ، وجمهورية اليمن العربية ، والكويت، والإمارات العربية المتحدة ، والمملكة الأردنية الهاشمية، وسوريا، ولبنان، وإيران، والعراق، واليمن، وباكستان ، وبنجلاديش ، ونيبال وماليزيا، واليابان، وبريطانيا، وأمريكا، وأفريقيا الجنوبية، و زار فيها الجامعات و المدارس، و حضر الندوات و اللقاءات الأدبية و العلمية . وتقديراً لأعماله في خدمة اللغة العربية منحه رئيس جمهورية الهند الجائزة التقديرية في عام ١٩٨٢م ومنحه المجلس الهندي لأترابرديش الجائزة التقديرية تقديراً لخدماته في مجال الأدب العربي، وكذلك منحته مكتبة رضا برامفور بولاية أترابراديش.
مكانته في المؤسسات و الجمعيات :
١ـ الرئيس العام لندوة العلماء، لكناؤ.
٢ـ رئيس هيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند.
٣ـ رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
٤ـ رئيس المجمع الإسلامي العلمي ، ندوة العلماء لكناؤ .
٥ـ رئيس مجلس الصحافة والنشر لندوة العلماء، لكناؤ.
٦ـ رئيس مجلس التعليم الديني لأترابراديش، الهند.
٧ـ رئيس دار عرفات برائي بريلي، الهند
٨ـ رئيس حركة رسالة الإنسانية لعموم الهند.
٩ـ رئيس جمعية الشيخ عبد الباري الندوي، لكناؤ
١٠ـ العضو المؤسس لرابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة.
١١ـ عضو مجمع أبي الكلام آزاد لكناؤ .
١٢ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم ديوبند.
١٣ـ عضو الهيئة الاستشارية لجامعة علي جراه الإسلامية.
١٤ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار المصنفين، أعظم جراه.
١٥ـ عضو مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد، بريطانيا .
١٦ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم بستي .
١٧ـ المشرف الأعلى على أكاديمية الشيخ أبي الحسن علي الندوي، بهتكل، الهند.
١٨ـ المشرف الأعلى على جمعية الشيخ محمد الثاني الحسني التذكارية، رائي بريلي .
١٩ـ يرأس عدداً كبيراً من المدارس والمراكز التعليمية الإسلامية.
مؤلفاته العربية:
١ـ قيمة الأمة الإسلامية ومنجزاتها.(بالعربية والأردية)
٢ـ مقالات في التربية والتعليم. (بالعربية والأردية)
٣ـ منثورات من أدب العرب.(بالعربية)
٤ـ الأدب العربي بين عرض ونقد. (بالعربية)
٥ـ تاريخ الأدب العربي (العصر الإسلامي) (بالعربية)
٦ـ الأدب الإسلامي وصلته بالحياة. (بالعربية)
٧ ـ الأدب الإسلامي فكرته ومنهاجه. (بالعربية)
٨ ـ رسائل الأعلام. (بالعربية)
٩ ـ معلم الإنشاء (الجزء الثالث) (بالعربية والأردية)
١٠ ـ مختار الشعر (الجزء الثاني) (العربية)
١١ ـ أضواء على الأدب الإسلامي. (بالعربية والأردية)
١٢ ـ العالم الإسلامي قضايا وحلول.(العربية)
١٣ ـ في ظلال السيرة النبوية على صاحبها ألف ألف تحية وسلام. (بالعربية والأردية)
١٤ـ أضواء على الفقه الإسلامي.(العربية)
١٥ ـ رسالة المناسبات الإسلامية.(العربية)
١٦ ـ الغزل الأردي ومحاوره.(العربية)
١٧ ـ بين التصوف والحياة ( تعريب لكتاب أردي ألفه الشيخ عبد الباري الندوي)
١٨ ـ الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي شخصية صنعت التاريخ. (بالعربية والأردية)
١٩ـ سراجاً منيراً سيرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. (بالعربية والأردية والإنجليزية والهندية)
٢٠ـ الهداية القرآنية سفينة نجاة للإنسانية. (بالعربية والأردية والهندية)
٢١ ـ في وطن الإمام البخاري
وللشيخ محمد الرابع الحسني الندوي مقالات وبحوث علمية كثيرة منشورة في المجلات والصحف المحلية والعالمية.
رحمه الله رحمة واسعة وأنزل عليه شآبيب رحمته وغفر له وأسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان

---------------------------------

-دموع على وفاة سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني

تكية كلان، الهند - محمد نعمان الدين الندوي:

الساعة ٧ صباحاً - من مسجد تكية:

قبل قليل وصلنا إلى قرية: " تكية كلان" للصلاة على فقيدنا الأغلى الأغر شيخنا الوالد سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله الذي لبى نداء ربه أمس: الخميس ٢١ رمضان ١٤٤٤ھـ.

أنا الٱن في مسجد: "تكيه" الجميل، الذي كان يصلي فيه الإمام الندوي وفقيدنا الغالي شيخنا الوالد محمد الرابع رحمهما الله.

لعل هذه القرية تزهو بنفسها، بما فضلها الله به على غيرها من القرى، فقد أنجبت هذه القرية -الصغيرة مساحة، والعظيمة مكانة- شموسا في العلم والدين والصلاح والتقى، أضاءت بأشعتها أرجاء البلاد، ونشرت العلم، ورفعت ليس اسم القرية وحدها بل اسم الهند في العالم كله.

اسم واحد يكفي دلالة على عظمة هذه القرية وكونها شامة بين شقيقاتها..

اسم: "أبي الحسن الندوي" ذلك الرجل الذي كان مفخرة العالم الإسلامي بأجمعه.. الرجل أجمعت الأمة -على بكرة أبيها- على حبه والاعتراف بمكانته.

فقيدنا الغالي شيخنا الوالد رحمه الله كان تربى على يد خاله -الإمام الندوي- هذا، ونهل من منهله العذب، واصطبغ بصبغته، وتشرب روحه وفكره، واضطلع بمهامه، فقلدته الأمة خلافته ونيابته، فأدى حق الخلافة والنيابة.

فكان شيخنا الوالد خير سلف لخير خلف.. وبكل ما للكلمة من معنى..

فكان شيخنا الوالد صنو خاله... في الصفات والشمائل والسمات.. في التحرق للأمة على أوضاعها، في التحلي بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة والصفات النبيلة، في قيادة المسلمين قيادة حكيمة، في الاهتمام بالعلم والدين والدعوة.

الحقيقة أن وفاة شيخنا الوالد أحدثت فراغا هائلا، نرجو الله أن يسده بفضله وكرمه.

أرى في كل جانب حولي جموعا حاشدة تدفقت من كل حدب وصوب، للصلاة على شيخنا الوالد، والمشاركة في تشييع جنازته.

هذه الأعداد الهائلة -التي تقدر بمئات الٱلاف- إن دلت على شيء فإنما تدل على الحب العظيم الذي تكنه الأمة لفقيد الأمة الغالي، وحب أهل الأرض هذا يشير إلى حب من في السماء ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا)) (سورة مريم:96).

قبيل الصلاة على الفقيد، وعظ الشيخ بلال الحسني موعظة بليغة مؤثرة دمعت لها العيون، حث المشيعين فيها على الإقلاع عن المعاصي والتوبة إلى الله، كما دعاهم إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، مؤكدا على أن هذه هي رسالة هذه القرية، ورسالة الإمام الندوي والشيخ محمد الرابع رحمهما الله. وأضاف قائلا إن الإمام الندوي رحمه الله كان يقول: أهدوا إلى زوار هذه القرية هدايا متمثلة في الدعوة إلى الاعتصام بالتوحيد والعقيدة الصحيحة.

الساعة٣٠-٨:

قبل قليل وارينا النبل والفضل والمجد الثرى..

لو كانت للنبل صورة لكانت فقيدنا الأغلى الأغر محمدا الرابع...

كان ملكا يمشي على الأرض...

اليوم أشعر بلذعة: "اليتم" مرة أخرى..

ماذا أكتب... وكيف أكتب عن فقيدنا الأحب الوالد سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي طيب الله ثراه..

الحقيقة أن المصاب الجلل عطلني عن التفكير، وأصاب القلم بالشلل..

هذه سطور كتبت على شعث من الفكر، وتشتت بال، وحزن من القلب، كتبت أداء لبعض الحق، للفقيد الغالي شيخنا الوالد على كاتب السطور.

ولعله الله يوفقني للكتابة في شيء من التفصيل قريبا.

***

 

2-تعزية وتهنئة

محمد نعمان الدين الندوي

إلى حضرة صاحب الفضيلة الشريف بلال الحسني (بن محمد بن عبدالعلي بن عبدالحي) وسائر أعضاء الأسرة الحسنية الكريمة:

أعظم الله أجركم في عميد أسرتكم فقيد الأمة سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني رحمه الله، وأحسن عزاءكم، وختم بالصبر على قلوبكم وخفف عنكم مصابكم، وأخلف لكم الأفضل، وطمأنكم بالخير.

الحقيقة إنها لفجيعة حلت على قلوبنا جميعا .

هذا؛ وعزاؤنا نحن -أبناء الندوة ومحبيها والمنتمين إليها- فيما بُشِّرنا به من اختيار فضيلة الشيخ بلال عبدالحي الحسني رئيساً لندوة العلماء خلفا لسماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله..

فلنعم الاختيار هذا الاختيار..

ولنعم الخلف لخير السلف..

ولا شك أنه اختيار موفق حكيم..

ونحمد الله على ذلك..

ونهنئ الشيخ بلالاً على هذه الثقة الغالية التي حظي بها من الأمة، وهو لجدير بالاضطلاع بأعباء رئاسة: "ندوة العلماء" كل الجدارة، ونتمثل بهذه المناسبة ببيت -بتعديل خفيف-:

أتته الرئاسة منقادة = إليه تجرر أذيالها

ولم تك تصلح إلا له = ولم يك يصلح إلا لها

نسأل الله تعالى أن يوفقه، ويسدد خطاه، ويجعل الخير على يديه..

ونرجو أن ندوة العلماء ستتقدم -في عهده- من حسن إلى أحسن، ومن أحسن إلى الأحسن، ومن الأحسن إلى الأكثر حسنا... بإذن الله تعالى .

حفظ الله الندوة وجميع المدارس والمعاهد والمساجد من كل شر وكيد وفتنة...

اللهم آمين.. والحمد لله رب العالمين.

محمد نعمان الدين الندوي

 (الأحد: ٢٤ من رمضان المبارك ١٤٤٤ھـ= ١٦ من نيسان - أبريل - ٢٠٢٣م)

 -----------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لفراقك لمحزونون

وفاة العلامة الشريف محمد الرابع الحسني الندوي

بقلم: د. محمد أكرم الندوي

أوكسفورد - بريطانيا

نعي إلينا ظهر اليوم (يوم الخميس ثاني عشري شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربعمائة وألف) شيخنا العلامة الأديب المسند الشريف محمد الرابع الندوي، الإمام الأغر الأبيض الهاشمي، ووارث بيت النبوة، وأمين الندوة، وخليفة أبي الحسن، وقيل لنا: صدقوا أو لا تصدقوا إن هذا للخبر اليقين وإن هذا للفراق، فاستجارت بدموعها الأحداق، وحزنت القلوب والأعماق، إنا لله وإنا إليه راجعون، إليه شاكين، وبه معتصمين، وإياه مستغفرين ومسترحمين.

نعاه النعاة فكأنهم قالوا: اهتزت الأرض وزالت الرواسي، وبكت السماء وهوت الكواكب، نعوا العلم والحلم، والأدب والخلق، وسلامة الصدر، وطهارة النفس، والزهد والعفاف، والصلاح والتقى، ثكلت بموته ندوة العلماء، ويتمت به ملة المسلمين الهنود.

يا ذا الوجه البهي! ويا ذا القلب النقي! طبت حيا وطبت ميتا، عشت مجاورا في تكية بلدتك، ورهن قرارة في لكنؤ، زاهدا في الشهرة، فارا من الفخفخة وحب الظهور، نعم الأسوة كنت للشيوخ والعلماء.

يا جعفر! يا بلال! ويا خليل وأمين وسعيد، ويا آل ذلك البيت الميمون! إن بكيتم فعذركم واضح جلي، وإن صبرتم فأنتم براحلكم تقتدون، وبأجدادكم الطاهرين السادة تتمثلون.

يا أيها الندويون! ذهب شيخكم، وأشجى داركم وهدها مصاب جليل، فأمسيتم وليس بكم قوام، وصرتم كالبدر يغشاه ظلام، ما أشده تمسكا بمذهب الشمول والاعتدال، وما أثبته على محجة الحق والإنصاف، وما أعظمه استقامة على مسلك شبلي، وسليمان، وأبي الحسن، وما أبعده عن الإفراط والتفريط، وما أبلغه عداء للعصبية العمياء، والتزمت البغيض، والجمود الممقوت.

يا ركب الأدب الإسلامي! فقدت أميرك، وودعت ذلك القلم الرصين، والعقل الرزين، ويا أيها المسلمون الهنود! رحل زعيمكم في حين جفاكم الأقارب والأباعد، وكبر خطبكم ضنكا سبيله، وعظم المكروه، واستفظع الأمر، صرُم فلم تقعد بحزمه حيرة المروع، ولم يسدد مذاهبه الذعر المخيف، يا أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها! ما لعيونكم لا تبكي تسكابا، إذ راب الدهر وكان الدهر ريابا.

يا إمام الكرامة لتبك عليك الإنس والجن، سلام الله عليك يا جبل الحلم إذ جهل الجهال وسفه السفهاء، تحملت حلما مثل القدس، وهمة كرضوى، وقدرا ليس يعدله قدر.

ليبك عليك المجد يا من عاش يبني المجد خمسا وتسعين سنة، ويا من ظل دهره إلى الخيرات والحسنات مرتقيا.

اللهم اغفر له، وارحمه، واجزه عن الإسلام والمسلمين خيرا، وأسكنه أعلى الجنان، وأطب له في الفردوس المقام، وأنزله دار المتقين، بجوارك يا رب العالمين.

---------------------

  • ·       الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزي في وفاة العلامة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي عن عمر ناهز 93 عاماً

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).

ببالغ الحزن والأسى، تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة العالم الأديب العلامة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي عن عمر ناهز 93 عاماً.

-المولد والنشأة: ولد الفقيد العلاّمة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في بلدة راي بريلي في ولاية أترا براديش بشمال الهند يوم 1 أكتوبر 1929م، ونشأ في أسرة علمية عريقة في العلم والنسب، حيث كان خاله العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي، هو الذي أشرف على تعليمه وتربيته.

درس الشيخ محمد الرابع في دار العلوم ندوة العلماء ونُسب إليها، كما درس على بعض علماء الحديث في الهند من أمثال الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي وغيره.

- المهام والمسؤوليات: تم تعيين الفقيد كمدرس في ندوة العلماء عام 1367هـ وقام بتدريس الطلاب لمدة تقرب من 40 عامًا. ولقد تخرج العديد من العلماء والشخصيات البارزة في الهند تحت إشرافه. بالإضافة إلى ذلك، تم تكليفه بإدارة ندوة العلماء في عام 1413هـ وبعد وفاة خاله العلامة أبي الحسن الندوي في عام 1420هـ تولى رئاسة الندوة.

وكان الفقيد أمينًا عامًا لندوة العلماء ورئيسًا لجامعة دار العلوم في عام 2000 بعد وفاة الشيخ أبي الحسن الندوي. وكان مؤسسًا لرابطة الأدب الإسلامي العالمية حيث كان نائبًا لرئيس الرابطة ورئيسًا لمكتب شبه القارة الهندية وعضوًا في مجلس الأمناء.

كما كان -رحمه الله- عضوًا في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ونائبًا لرئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيس مجلس الأحوال الشخصية الهندية للمسلمين. وكان عضوًا في عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية مثل مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا. وحصل على جائزة رئيس الجمهورية الهندية لخدمته في اللغة العربية عام 1981م.

وحصل على جائزة رئيس الجمهورية الهندية في خدمة اللغة العربية عام 1981م.

-مؤلفاته: كان للفقيد مجموعة كبيرة من المؤلفات باللغتين العربية والأردية، منها؛ "تاريخ الجزيرة العربية"، و "أيام في أمريكا"، و"تاريخ الأدب العربي"، و"منثورات من أدب العرب"، و"لثقافة الإسلامية المعاصرة"، و"الأمة الإسلامية ومنجزاتها"، و"التربية والمجتمع"، و"الأدب العربي بين عرض ونقد"، و "الأدب الإسلامي وصلته بالحياة"، و"واقع الثقافة الإسلامية".

وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنه نعم المولى ونعم المجيب.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأحد: 22 رمضان 1444هـ، الموافق: 13 أبريل 2023م.

أ. د.علي القره داغي

د. سالم سقاف الجفري

 ---------------------

فجعنا هذا اليوم بنبأ وفاته

(وصفي عاشور أبو زيد - مصر)

  • إنا لله وإنا إليه راجعون.. فجعنا هذا اليوم بنبأ وفاة العلامة الإمام محمد الرابع الحسني الندوي عن 94 عاماً، وهو ابن أخت العلامة الإمام أبي الحسن الندوي، الذي أشرف على تعليمه وتربيته، وأجازه بكل أسانيده.

والشيخ الرابع هو أحد مشايخي الذين حظيتُ بإجازتهم بثبَته المهم: "بغية المتابع لأسانيد الشيخ محمد الرابع".

يعتبر العلامة محمد الرابع الندوي عالما وأديبا ومفكرا وكاتبا، وهو من مواليد بلدة راي بريلي في ولاية أترا براديش بشمال الهند عام 1929م، وينحدر من أسرة علمية عريقة في العلم والنسب، فخاله كما سلفت الإشارة هو الإمام أبو الحسن الحسني الندوي.

درس الشيخ محمد الرابع في دار العلوم ندوة العلماء ونُسب إليها، ثم درس على بعض علماء الحديث في الهند من أمثال: الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وغيره.

عُيّن مدرساً في ندوة العلماء في عام 1367هـ، ودرّس فيها ما يقارب أربعين سنةً، وقد تخرَّج عليه عدد كبير من العلماء والمشاهير في الهند، وتولى - إلى جانب مهمة التدريس - إدارةَ ندوة العلماء في عام 1413هـ، ثم رئاستها بعد وفاة خاله العلامة أبي الحسن الندوي في عام 1420هـ.

وله عضوية في عدة مجامع ومؤسسات عالمية، منها:

- اختير أميناً عاماً لندوة العلماء ورئيساً لجامعة دار العلوم عام 1420هـ 2000م ، بعد وفاة الشيخ أبي الحسن الندوي.

- من مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وكان نائباً لرئيس الرابطة ورئيساً لمكتب شبه القارة الهندية، وعضواً في مجلس الأمناء إلى أن توفي.

- عضو في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

- نائب الرئيس لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.

- رئيس مجلس الأحوال الشخصية الهندية لمسلمي الهند.

- عضو في عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية مثل مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا.

وحصل على جائزة رئيس الجمهورية الهندية في خدمة اللغة العربية عام 1981م.

ومن مؤلفاته:

1. تاريخ الجزيرة العربية.

2. أيام في أمريكا.

3. تاريخ الأدب العربي.

4. منثورات من أدب العرب.

5. الثقافة الإسلامية المعاصرة.

6. الأمة الإسلامية ومنجزاتها.

7. التربية والمجتمع.

8. الأدب العربي بين عرض ونقد.

9. الأدب الإسلامي وصلته بالحياة.

10. مختار الشعر العربي.

11. واقع الثقافة الإسلامية.

وله العديد من المؤلفات باللغة الأوردية.

 

بوفاة الإمام محمد الرابع الحسني الندوي تفقد شبه القارة الهندية والأمة الإسلامية كلها علما كبيرا من أعلامها، وعلامة عظيمة من علامات العلم فيها، تُنتقص الأرض بذهابها، ويقبض العلم بقبضها.

إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

اللهم اغفر لشيخنا وارحمه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، واغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 ---------------------

 

فقدنا من بني الندوي شيخا

(شعر: شريف القاسم - سورية)

 

 

فقدنا من بني الندوي شيخا                كريم النفس محمود الخصال

إمام للمشايخ في علوم                   وحازم الفضل في أسمى مجال

وعلم جيله ماكان يرجى                 من العلماء أيام الوصال

فمأواه بإذن الله دار                     بجنات الخلود بلا زوال

مع الرسل الكرام ومن حباهم            إله العرش من أزكى النوال

 


 

تعليقات القراء
عبدالوهاب سلطان الدِّيروي.كاتب. أكاديمي Apr 24, 2023
*هكذا أحببناه*

وفارقتنا الشخصية الكريمة القدوة التي كنا نعتزّ بوجودها بين ظهرانينا كأمة، وكان وجودها موطنَ خير وبركة واعتزاز للأمة الاسلامية فضلًا عن مشاركاته الأدبية وجهوده الدعوية والإصلاحية على مدى أكثر من نصف قرن ومايزيد.
إنه العلامة المصلح والكاتب الداعية الشيخ محمد رابع الندوي الذي كان خير خلف لخير سلفه الإمام أبي الحسن الندوي رحمهما الله تعالى.

كان في طليعة الجيل الذي نشّأه العلامة أبو الحسن الندوي وربّاه على منهجه الوسطي المتزن المستقى من الكتاب والسنة والمتوارث من لدن سلف هذه الأمة.

يتميز هذا الجيل بقلمه الأدبي السحري الممزوج بحسّه الدعوي العصري.
فكان أحدهم إذا كتب، كتب وكأنه يغمس قلمه في مداد من نور وإيمان، وحبر من عاطفة وإيقانٍ.
وهو الأسلوب الأدبي الطري النقيّ الحلو الذي أسّسه صاحبه العلامة المفكر أبو الحسن الندوي في زمن أضحت فيه مهمة الكتابة جدبة جافة خاوية من سرور وإيمان، ناضبة مقفرة من حماس وطموح.
وأخذ فقيدنا العلامة حظه الأوفر من نصيب هذا الأسلوب كما حظي من قبله الكاتب النابغة الشاب الشيخ محمد الحسني منه بنصيب الأسد (رحمهم الله تعالى جميعاً).

--------------------
رغم أنه لم يتيسّر لي اللقاء به ولم يجمع بيننا مجلس طبيعي إلا أنه قد عاش بشخصيته الكريمة المحبّبة في خيالي وقلبي وعقلي كأي طالب علم غيري.
كان امتدادًا لمنهجية الإمام الندوي واستمراراً لفيضه المدرار.
ولَكم حدّثتني نفسي أن أراسله وأبثّ له مشاعري وأنشر بين يديه ما يموج في وجداني من أحاسيس حبّ له واعتقادٍ وتعلّق به واعتزاز، وأن أمدّ إليه يد البيعة والاسترشاد.
وفعلًا، فقد عزمت على ذلك في إحدى الليالي الخاليات إبّان دراستي في دارالعلوم كراتشي، وجلست إلى مكتبي متوضئًا ومتهيّبًا إزاءَ شخصيته العفيفة النزيهة التي كانت متماثلة في مخيلتي:
عسى أن أكتب أروع رسالة يكتبها تلميذ مسترشد إلى إلى شيخه المحبَّب !
فمهّدتُ ورسمتُ وحاولتُ ثم حاولتُ وثم وثم ، ولكن بلا جدوى. !
لم تسخُ عليّ قريحتي الشحيحة إلا ببضعة سطور لم أرَها توفّي شعوري حقَّه من التعبير والبيان.
فتقاعستُ خائبًا أمام حبّه الدفين في القلب لأحتفظ له به عن ظهر الغيب.
وأسعدني ربّي فيما بعد أن تشرّفتُ بإجازته الحديثية على إثر بعض المجالس التي نظّمها بعض تلاميذه الكبار عن بعد، فكان شرفًا لي أي شرف.

وعندما أكملتُ تعريبي لأحد أعمال العلامة أبي الحسن الندوي بتوجيه من الأستاذ عبدالقادر ، وهو من زوّار فضيلة الشيخ الفقيد والمتردّدين إلى مجلسه أخبرني أنه ذكر بين يديه هذا العمل واستأذنه فاستبشر به خيرًا وأذن فيه. فأفرحني أن خطر هذا الجهد المتواضع في بال عظيم من عظماء الأمة.

رغم طموحي الشديد بلقياه وعدم تمكّني منه إلا أن الأمر الذي كان مبعثَ طمأنينة لدى كثير من طلاب أمثالي هو وجوده معنا في نفس الفضاء وتحت ذات السماء نابضًا بالحياة متعمتّعًا بها نافعًا بلاد الله وعباده بأنفاسه الطيبة.
ويكفي أننا أحببناه، فالحبّ همزة وصل بين أهله، مهما تباعدت الدار وشطّ المزار.
ولكن شاء الله تعالى أن ينقطع هذا الخيط الأخير من الأمل !
__________

اليوم وبتاريخ ٢٢ من شهر رمضان المبارك (١٤٤٤ه) بلغَ أسماعَنا نعيُه المروّع بلسان شيخنا العلامة الفقيه محمد تقي العثماني حفظه الله تعالى في مفتتح حلقته الإصلاحية الرمضانية بلهجة ملؤها التحسر والحزن وأفاد أنه كان خليفةً بحقّ للعلامة أبي الحسن الندوي وارثًا مجدَه وذوقَه النزيه وتذكّر ما كان يشمله به من عناية وكرَم واهتمام ومتابعة لأخبار بعضهما البعض.
هكذا يعرف ذا الفضل من الناس ذووه. وهكذا يكون العلم رحِمًا بين أهله وحامليه الصادقين.
_____________
كانت شخصية أبي الحسن الندوي أقوى الشخصيات تأثيراً على قلوبنا ووجداتنا الطلابية حين تفتّح وعينا على مكتبة الأدب والدعوة والفكر الإسلامي.
ولَكم تمنّينا ونحن نقرأ في كتبه السحرية التأثيرِ لو أدركناه حيًّا يعيش لنرتوي من معين صحبته كما يرتوي الظمآن من معين الماء الصافي.
وخلفه ابن أخته العلامة الأديب الشيخ محمد رابع الندوي كأصدق ما يخلُف تلميذ شيخَه ومسترشدٌ مرشدَه وكأوفى ما يفي ولد بمنهج والده.
فحسبنا فيه عوضًا لنا عن الإمام الندوي. ولكن لم تزل دون الوصول إلى عتبة بابه كهوف وغارات وخرط القتاد .
وكنا نستعيض عن ذلك بمن ينزل بنا ممن رآه وجالسه نستنطقه ليحدّثنا عن شِيمه وأحاديثه وأطواره، أدبه وكرم وسمته وحلمه وتواضعه ومحياه الطلق في وجوه الزائرين ومخالطته لهم على المائدة كأحدهم.
فتجد فيها نفوسنا قرارتَها وحلاوتَها.

ومما يقيني حسرةَ الحرمان أن هيّأ لي ربّي أسبابَ العمل تحت لواءه، كجندي عادي يسير في مؤخّرة الركب أملاً في اللحاق.
وذلك من خلال الانضمام إلى عضوية رابطة الأدب الإسلامي التي كان يقود مسيرتَها ويُشرف عليها بعد رحيل قائدها الأول: الإمام أبي الحسن الندوي.
فكان للقلب المتيّم فيه سلوة وإحساس بمتعة كوني مشمولاً بظلال رعايته الكريمة.

__________
يكفي أنه كان الوريثَ الصادق للمنهج الوسطي الرصين الرزين الذي رسم معالمَه سيده الإمام أبو الحسن الندوي.
ظلَّ وفيًّا لهذا المنهج ومنافحًا عنه بقلمه البليغ ولسانه الهادئ الفصيح وعمله المستقيم السديد. لم يُحدث فيه ثغرةً ولا شطَطًا.

وإذا كان العلامة القرضاوي المتفرّس يقول في الإمام أبي الحسن: "إنّ حبّ الشيخ من علامات الإيمان"، فلا غروَ أن يصدق ذلك على خليفته التي ورث مجدَه وفضلَه وخُلقَه.

هكذا ولهذا وذاك أحببناه وبملأ القلوب.
وأحببنا أيضاً نشرَه مسكاً وعبيراً لينساب في ثنايا هذه السطور العاجلة ويعمّ بطيبه المارّةَ أجمعين.

فاللهم وغفر له وارحمه وتقبّل حبّنا له واجزه عنا وعن الأمة خير ما تجزي عبادك الصالحين وعلماءك الربانيين .


✍️عبدالوهّاب
دارالعلوم كراتشي.
٢٢ رمضان ١٤٤٤ه
محمد أحمد حسن فقيه Apr 18, 2023
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجركم واحسن عزاءكم في وفاة رئيس الرابطة الدكتور محمد الرابع الندوي
رحمه الله وغفر له واسكنه الفردوس الأعلى واخلف للامة خيرا
وانا لله وانا اليه راجعون
(محمد أحمد حسن فقيه- اليمن)
المهندس حاتم البشتاوي - الأردن Apr 17, 2023
رحم الله الندوي رحمة واسعة وكان رحمه الله من العلماء المعدودين في ألعالم الإسلامي وقد التقتيته في الهند في ذكرى مرور ١٠٠ عام على ميلاد أبي الحسن الندوي الذي تصادف هذا اليوم ٢٦ رمضان ١٩٩٧ وقد صلى عليه الملايين في الحرم المكي رحمهما الله جميعا.

(المهندس حاتم البشتاوي - الأردن)
د.عدنان فارس حسونة Apr 17, 2023
بمزيد من الأسى والألم والتسليم بقضاء الله وقدره. تلقينا في مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في عمان. عصر هذا اليوم الخميس الفضيل، الثاني والعشرين من رمضان، وفاة الاستاذ الدكتور محمد رابع الحسني الندوي، رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية. والذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز أربعة وتسعين عاماً. قضاها في مجالات الدعوة والتأليف والبحث والتدريس، خدمة لدين الله تعالى وإعلاء لشأن الأدب الهادف الملتزم. وإننا إذ نعزي أنفسنا ورابطتنا وأبناء أمتنا بفقده ورحيله. نسأل الله العلي القدير أن يرحمه بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناتهن وأن يعوض الأمة بفقده خير العوض، وإنا لله وإنا إليه راجعون. (د.عدنان فارس حسونة-
رئيس المكتب الإقليمي للرابطة في الأردن)

محمد عباس Apr 17, 2023
رحمه الله جزاء ما قدم للأدب الإسلامي ،وأدخله فسيح جناته
دعمر عبسو- سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
(دعمر عبسو- سورية)
محمود طويل أبو أحمد – سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله رحمة واسعة وأحسن إليه وأجزل مثوبته ووسع مدخله وأكرم نزله وجعله في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(محمود طويل أبو أحمد – سورية)
أحمد البكري - سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
أعظم الله أجركم، إنا لله وإنا إليه راجعون
(أحمد البكري - سورية)
يحيى حاج يحيى - السعودية Apr 17, 2023
• رحمه الله وغفر له ولوالديه وللمسلمين
(يحيى حاج يحيى - السعودية)
محمد عصام علوش. سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان وعظم أجركم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
(محمد عصام علوش. سورية)
د.محمد إياد العكاري- السعودية Apr 17, 2023
رحمه الله وغفر له وأحسن إليه وتقبله في عليين رحمنا الله جميعاً هو يوم جزاء المؤمن ورؤية ماقدم.
(د.محمد إياد العكاري- السعودية)
د.وليد قصاب - سورية Apr 17, 2023
* رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته ورفع مقامه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(د.وليد قصاب - سورية)
غزوان سماك –سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى، اللهم اعف عنه وأكرم مثواه وأحسن نزله.
(غزوان سماك –سورية)
مصطفى بيطار- سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
(مصطفى بيطار- سورية)
د.عبد الكريم سليم درويش- سورية Apr 17, 2023
نعزي أمتنا الإسلامية بوفاة فضيلة الشيخ أبي الحسن الندوي شيخ ندوة العلماء في الهند وأسأل الله تعالى أن يرحمه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعوضنا بعلماء عاملين.
(د.عبد الكريم سليم درويش- سورية)
جميل جانودي - سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله تعالى وغفر له، وأسكنه الفردوس الاعلى من الجنة، وعوض الأمة خيرا.
(جميل جانودي - سورية
عائشة العمد - الأردن Apr 17, 2023
• عظم الله أجركم ورحم فقيدكم.
(عائشة العمد - الأردن)
د.عبد الله عمر الخطيب- الأردن Apr 17, 2023
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة و غفر له.
(د.عبد الله عمر الخطيب- الأردن)
محمد المقابلة- الأردن Apr 17, 2023
• الله يرحمه
(محمد المقابلة- الأردن)
د.عمر شقيرات- الأردن Apr 17, 2023
* رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا اليه راجعون.
(د.عمر شقيرات- الأردن)
محمد صادق حسين – بنغلاديش Apr 17, 2023
• السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انتقل سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي الى ذمة الله تعالى في ٢١ رمضان المبارك الفضيل الموافق ١٣ ابريل ظهرا رئيس جامعة دار العلوم لندوة العلماء ورئيس هيئة الأحوال الشخصية لعموم الهند. إنا لله وإنا إليه راجعون،
تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وتقبل خدماته العظيمة لصالح الإسلام والمسلمين وجزاه خير الجزاء.
(محمد صادق حسين – بنغلاديش)
د.رفعات الزغول - الأردن Apr 17, 2023
اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة يارب العالمين، وعظم الله أجركم، وأحسن الله عزاكم، وغفر الله لميتكم، وأسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون.
(د.رفعات الزغول - الأردن)
محمد أبو زيتون- الأردن Apr 17, 2023
• رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(محمد أبو زيتون- الأردن)
د.علي يعقوب سلامة - الأردن Apr 17, 2023
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.
(د.علي يعقوب سلامة - الأردن)
هيفاء علوان - سورية Apr 17, 2023
• رحمه الله وغفر له وجعله في الفردوس الأعلى. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
(هيفاء علوان - سورية)
د.أحمد طاهر أبو عمر- الأردن Apr 17, 2023
* رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين والعلم وأهله كل خير.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
(د.أحمد طاهر أبو عمر- الأردن)
د.مأمون جرار - الأردن Apr 17, 2023
رحمه الله وغفر له وتقبله في عباده الصالحين جزاء ما قدم من خدمات للإسلام والمسلمين والأدب الإسلامي.
(د.مأمون جرار - الأردن)
سليمان الحوامدة - الأردن Apr 17, 2023
• رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى وجميع موتانا وموتى المسلمين أجمعين. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(سليمان الحوامدة - الأردن)
د.جميل بني عطا- الأردن Apr 17, 2023
• رحم الله فقيدنا العلامة أ.د.محمد رابع الحسني الندوي رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وأثابه عما قدم للإسلام والمسلمين بعامة، ولرابطة الأدب الإسلامي العالمية بخاصة داعية ومربياً وأستاذا وأديبا وعالما ومصلحا، ولا نزكي على الله أحدا، وجزاه خير الجزاء، وعوضنا وأهله والمسلمين جميعا عوض الصابرين الشاكرين، وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ولا نملك إلا الرضا والتسليم بقدر الله مرددين: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، و"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
د.نبيلة الخطيب - الأردن Apr 17, 2023
إنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله. تعازينا لأسرته وأسرة الأدب الإسلامي في كل مكان.

د.خليفة بن عربي - أمين مجلس الأمناء Apr 17, 2023
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها.. عظم الله أجرنا وأجركم، وتغشته رحمة الله وغفرانه، وأسكنه في فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د.خليفة بن عربي – رئيس جمعية الأدب العربي في مملكة البحرين
أمين مجلس الأمناء
د.محمد عثمان الصالح – رئيس المكتب الإقل Apr 17, 2023
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدمنا بخبر وفاة الشيخ العالم الندوي رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. ولكم ولأسرته وأحبابه حسن العزاء. وفقكم الله كخير خلف لمن سلف.

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب