الصوت والصدى في حوار أبناء يعقوب عليه السلام أمسية ولا أجمل!..
كتب   مدير الموقع  نشر فى : Jan 16, 2023   طباعة   أرسل لصديق  أرسل لصديق 
بقلم أ.خولة العناني - الأردن

 

 

 

فيديو


     أقامت الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسّنة محاضرة للدكتورة نبيلة الخطيب (رئيسة المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلام بالأردن سابقا)، بعنوان "الصوت والصدى في حوار أبناء يعقوب عليه السلام"، وذلك يوم السبت الموافق 14/1/2023م، قدمها الأستاذ الدكتور أمجد القرة داغي الذي عرّف بالمحاضِرة، ذاكراً جوانب من سيرتها العطرة، وعدداً من إصداراتها والجوائز التي حصلت عليها، ورسائل الماجستير والدكتوراة التي أجريت حول تجربتها الأدبية. وقد دارت المحاضَرة حول محورين:

 المحور الأول: حوار الإخوة العصبة فيما بينهم.  والمحور الثاني: حوار العصبة مع أبيهم. وذلك في الآيات 9-11 من سورة يوسف.

        في المحور الأول: لفتتنا الباحثة إلى أن لهجة الكلام في الآيات الثامنة والتاسعة والعاشرة جاءت متباينة: (ليوسفُ وأخوهُ أحبُّ إلى أبينا منّا) (اقتلوا يوسف) (لا تقتلوا يوسف)، فهي ثلاثُ آياتٍ يعودُ الخطابُ فيها إلى أشخاص مختلفين؛ ففي الآية الثامنة كان الخطابُ مجردَ انتقادٍ للأب لِما في نفسه من حبّ ليوسفَ وأخيه زيادةً عن حُبّه لبقية أبنائه فحسب. بينما انتقلت الآيةُ التاسعةُ بالخطاب إلى أقسى وأقصى ما يمكنُ أن يصلَ إليه الخاطر، وهي فكرةُ الشرِّ المطلق الذي لا يُتصورُ أن يفعلَه أخٌ بأخيه. وأما في الآية العاشرة، فقد حاول المتكلمُ أن يعيدَ بعضَ التوازنِ أو الرشدِ الذي خلخله اقتراحُ القتلِ أو الطرحِ (أرضًا).

ووقفت الباحثة على بعض الإشارات التي قد يقودُنا صداها إلى المتكلمين وطبيعةِ كلٍّ منهم وشخصِه وفكرِه ومشاعرِه، في كلٍّ من الآيات السابقة. وهي إشارات الضمائر، وإشارات الأفعال، وإشارات المفردات ودلالاتها بحسب ورودها في سياقاتها المختلفة.

      فعلى سبيل المثال قالت د.الخطيب عن إشارات الضمائر: "ففي الآية الثامنة: المتحدثون هنا هم أبناءُ يعقوبَ إخوةُ يوسف، يرشدنا إلى ذلك ضمير المتكلمين في قولهم (ليوسفُ وأخوهُ أحبُّ إلى أبينا مِنّا)، فقد نسبوا الأبَ إلى أنفسهم. وبذلك فهم يتحدثون بلسان حالهم بضمير المتكلمين: (أبينا) و(منا). بينما في الخطاب المجهول الهوية في الآية التاسعة، تتحول وِجهةُ الخطابِ فيقالُ لهم: (يَخْلُ لكم وَجهُ أبيكم) ولم يقل: يخلُ لنا وجهُ أبينا، فالأب ليس بأبيه، والمتحدث يبرئ نفسه تمامًا من أي صلة بينه وبينهم أو بينَه وبين أبيهم.

وخلصت الباحثة، بعد تحليل أنماط الخطاب في حوار أبناء يعقوب، إلى أن المتكلمين في الآية الثامنة هم أبناء يعقوب، عليه السلام. بينما المتكلم في الآية التاسعة هو الشيطان، الذي حذّر منه النبيّ يعقوب: (فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين) [يوسف:5]. ولم يكن هذا القائل منهم، بل هو غريب عنهم. وأما المتكلم في الآية العاشرة، فهو قائلٌ منهم بنصّ الآية الصريح. 

     وأما المحور الثاني: فقد دار حول حوار الأبناء لأبيهم النبي بألفاظ متناقضة، وهم يطلبون منه اصطحاب يوسف إلى المراعي ليرتع ويلعب، بينما فضح صدى كلماتهم المزيفة نواياهم الحقيقية في الغدر بيوسف والذهاب به إلى المجهول. وقد كان تحليل الخطاب الذي نهجته الباحثة للتدليل على ما ذهبت إليه مقنعاً، أدهش المتابعين، وفتح أبواباً للنقاش والأسئلة والتعليقات، ابتدأها الدكتور أمجد بالشكر والثناء والإحساس بالامتنان لقدرة الدكتورة على الإقناع بضرورة تدبر القرآن واستخراج كنوزه، وكذلك أثنى جمهور الحضورعلى لفتات المحاضرة غير المسبوقة. ثم انتهى اللقاء على أمل لقاءات نافعة قادمة إن شاء الله.

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب