صدر العدد الجديد (117) من مجلة الأدب الإسلامي متضمناً مجموعة من الدراسات والمقالات القيمة، وباقة من الإبداعات الشعرية والنثرية، بالإضافة إلى الأبواب الثابتة.
افتتح رئيس التحرير د.وليد قصاب العدد بمقال عنوانه: "غربة النّقد العربيّ الحديث"، قال فيه: يعيش النّقد العربيّ الحديث -إذا صحّ أنّ هنالك نقدًا عربيًّا حديثًا- إشكالية كبرى تتمثّل في افتقاده منهجًا واضحًا يبلور هُوِيَّة ثقافية ذاتية تميِّزه من غيره، أو تجعل له خصوصية حضارية أو فنّيّة". يوقول في تشخيص آفته: " إنّه في معظمه نقد هجين مُسْتَقَى من أدب آخر غير أدبنا، بكل ما يحمله هذا الأدب من قيم وذوق وحضارة وخصوصية. وإنّ هذا التقليد أفقد ما يُسمى النقد العربيّ الحديث أمرين، هما: الابتكار، والهُوِيّة. وفي علاج ذلك يقول: " إنّ النّقد كالأدب من عناصر المحافظة على الشخصيّة الثّقافيّة الحضاريّة لأيّة أمّة من الأمم، بل هو عنصر من عناصر تكوين هذه الشخصيّة، وإنه -كما يقول العقّاد في مقدمته لغربال ميخائيل نُعيمة-: "من صحّح مقياسًا للأدب فقد صحّح مقياسًا للحياة." وإنّه لخليق أن يكون تصحيح مقاييس الحياة همّ كلّ أديب أو ناقد غيور على هُوِيّة أمّته وحضارتها، ولا سيما إن كانت- كما وصفها ربّ العالمين- خير أمّة أخرجت للنّاس".
وفي مقال آخر قيم كتب د.عماد الدين خليل يعرض تجربته، قائلاً: " كيف يصبح الإنسان أديباً؟ ذلك هو السؤال.. لعلّه التكوين النفسي والمطالعات الأولى.. منذ اللحظات المبكرة كنت أتعامل بجملتي العصبية.. وكان فاصل الألم بيني وبين العالم منعدماً تقريباً.. كان تحسسي للخبرات والتجارب والأشياء مرهفاً إلى حدّ الإعياء.. باختصار شديد، لقد كنت أعيش الحياة (انطباعياً).. فاللون.. الصوت.. النأمة.. الحركة.. الايماءة.. هذا الأمر الصغير أو ذاك.. يثير دائماً في نفسي رداً، أو استجابة بشكل من الأشكال".
وجاء المقال الرئيس في العدد بعنوان: "ضرورة استلهام التراث الأدبي والنقدي: د.صلاح الين عبد التواب، تحديث فيه بعمق عن تراثنا الأدبي والنقدي، رابطا ذلك بجهود د.عبد العزيز حمودة في هذا المجال من خلال كتابيه المرايا المحدبة والمرايا المقعرة، وغيرهما، فقال في مطلع مقاله: "كان الدكتور عبد العزيز حمودة -رحمه الله- واضحاً وصريحاً ومنطقياً، بل صادقاً منصفاً، بعد وقفاته المتأنية الواعية في ثلاثيته مع خصوم التراث، حيث كشف إلى أي حد كان هؤلاء الخصوم متجنين على فكر الأقدمين وتراثهم، كما كشف إلى أي حد كان تغرير أولئك الخصوم بالمخدوعين بهم بعد أن زيفوا لهم القول بأن ما نقلوه عن الغرب؛ إنما هو القول الفصل الذي لم يسبق إليه، ولم يلحق به".
وتلته دراسة قيمة عن أدب الشاعر الإسلامي محمد إقبال بعنوان: " الحوار الشعري في ديوان محمد إقبال (الأعمال الكاملة) دراسة تداولية بلاغية منطقية: د.أحمد عدنان حمدي، وهو بحثه قدم لمؤتمر شاعر الشرق والإسلام محمد إقبال الذي أقمته الرابطة في لاهور بباكستان في وقت سابق. وفي عرض فكرة دراسته قال كاتبها" إنّ ديوان الشاعر محمد إقبال (الأعمال الكاملة) المترجم هو عبارة عن جزأين ضم كل جزء عدداً من الدواوين، إذ احتوى الجزء الأول على خمسة دواوين، وجمع الجزء الثاني بين دفتيه أربعة دواوين. ومن استقراء شعر الشاعر في تلك الدواوين وجدنا أن الديوان الأول (صلصلة الجرس) لم يحتو على أي حوار، في حين احتوت بقية الدواوين ديوان الأسرار والرموز: أسرار إثبات الذات ورموز نفي الذات، وديوان رسالة الشرق، وديوان زبور العجم، وديوان جناح جبريل، وديوان ضرب الكليم، وديوان رسالة الخلود، وديوان والآن ماذا نصنع يا أمم الشرق؟، وديوان هدية الحجاز؛ على نوع من أنواع الحوار، وسنبين أنواعه في ديوان الشاعر الأعمال الكاملة".
وتضمن العدد مقالات ودراست أخرى هي: قراءة في موقف الإسلام من الشعر: د.جلال مصطفاوي، ومن ملامح منهج القصة القصيرة الإسلامية للدكتور سعد أبو الرضا: محمد سعد أبو الرضا، وقراءة في رواية الشمعة والدهاليز للطاهر وطَّار: محمد عباس محمد عرابي، ومدينتي المفقودة لعلي الرشيد حكاية الأسئلة والذكريات.. سمير عطية، وجاءت الورقة الأخيرة: من أفسد الشعر؟ للشاعر محمود مفلح، وقد ذكر سببين، الأول: النقاد التجار الذين لا يكترثون إلا بما يدخل إلى جيوبهم!. فقد كان لهؤلاء دور خطير في تلميع شعراء صغار مغمورين وإيهام الناس أن هؤلاء الشعراء هم من صفوة شعراء العصر، مع أنهم لايزالون في بداية المشوار الشعري الطويل. والثاني؛ الصحافة المؤدلجة التي لا تنشر من الشعر إلا مايتوافق مع فكرها وخطها السياسي. وغالبا ما تكون هذه القصائد نظماً سقيماً بعيداً عن جوهر الشعر ومعياره.
وفي الإبداع الشعري ثلاث قصائد في مدح النبي صى الله عليه وسلم، هي: شكوى: د.حسن الأمراني، وقد ألقيت في افتتاحية مؤتمر نصرة النبي في المغرب، و حبيبي صلى الله عليه وسلم: د.محمد علي الرباوي، وكان أعدها للمؤتمر، ولكنه آثر قصيدة د.حسن الأمراني على قصيدته، والقصيدة الثالثة رعشة القلم في مدح سيد الأمم: عبدالناصر عبد المولى أحمد. وللشاعرة نوال مهني قصيدة بعنوان: شاعر الإسلام، نشرت مع الدراسة الخاصة بمحمد إقبال. والصائد الخرى في العدد هي: كوني رفيقي: د.حيدر الغدير، وبحار في أعماق الفصحى: د.عبد الرحمن العشماوي، ونعم ما ختمت به الآجال: د.محمد إياد العكاري، والمونديال: د.وليد قصاب، وفهد: د.أحمد بن صالح السديس، وباب الحسن: د.عمر خلوف، وبندق الصياد: سامي القاسم. وإهداء إلى رابطة الأدب الإسلامي العالمية: عواد المهداوي، ألقاها في مشاركاته في المكتب الإقليمي للرابطة في عمان بالأردن.
وتضمن العدد أربع قصص قصيرة هي، وردة لم تتفتح: عائشة محمد العمد، وصاحبي: ممدوح عبد الستار، وطلع البدر علينا: محمد صباح الحواصلي، ورد اعتبار: ابتسام شاكوش، وخاطرة بعنوان الأمل: أحمد مصطفى علي.
وكانت مسرحية العدد بعنوان: عبد الله بن حذافة السهمي والقيصر: د.صلاح عدس، وهي مسرحية شعرية مستقاة من التاريخ تحكي بطولة الصحابي الذي أنقذه الله ورفاقه من الأسر، بثباته وشجاعته وقوة إيمانه وحكمته.
في الأبواب الثابتة كان لقاء العدد مع الأديب د.كمال اللهيب: حاوره محمد المطارقي، وتراث الأدب الإسلامي شعر حسابن بن ثابت رضي الله عنه بعنوان: الله أكرمنا بنصر نبيه، ومن ثمرات المطابع بعنوان: الأدب والمعرفة: د.عبد الباسط بدر، ورسالة جامعية بعنوان: الحِجَاجُ في شعر حيدر الغدير: للباحثة أسماء بنت سعود السياري، ومكتبة الأدب الإسلامي بعنوان: قراءة في كتاب الغزل الأردي محاوره ومكانته في الشعر تأليف الشيخ محمد الرابع الندوي، عرض: شمس الدين درمش، وطائفة من أخبار الأدب الإسلامي ..عن أنشطة المكاتب، في مقدمتها مؤتمر صورة النبي صلى الله عليه وسلم في الاداب العالمية، الذي أقيم في المغرب بالتعاون مع جهات ثقافية وأدبية في مدينة وجدة التي تضم مقر المكتب. وأنشطة من مصر والأردن وماليزيا، وعدداً من الإصدارات الشعرية والنثرية.