بهاء طاهر بين مقالين
كتب   مدير الموقع  نشر فى : Jan 04, 2023   طباعة   أرسل لصديق  أرسل لصديق 
قول على قول

 

تعقيباً على المقال المنشور في العدد (131) من المجلة الإلكترونية بعنوان: "بهاء طاهر من الكرنك إلى جنيف مشوار البحث عن العدالة والحرية" للكاتب د.محمود خليل؛ ننشر مقتطفات من مقال آخر عن بهاء طاهر بعنوان (بهاء طاهر والجراد الأحمر)، وهذا المقال في جملته تؤكد حقيقة محاربة الاتجاه الإسلامي في الأدب في المنابر ذات التوجه غير الإسلامي (وليس الحيادي أو العام)، وهذا أمر معروف أثبتته سنون طويلة بل عقود من التدافع بين هذه الاتجاهات، ولكن مجلة الأدب الإسلامي كانت أقرت منذ عددها الأول أن تنشر الرأي المعارض أو المخالف إذا تمتع بالموضوعية، والتزم الأسلوب الأدبي شكلاً ومضموناً، والمقال الذي نشرناه في المجلة الإلكترونية (في رأينا) يتمتع بهذا الوصف، فضلاً عن أن كاتبه من أعضاء رابطة الأدب الإسلامي المعروفين في مصر، وله حضوره المستمر في أنشطة جمعية الأدب الإسلامي في القاهرة.


 

مقتطفات من مقال (بهاء طاهر والجراد الأحمر)


  • تخيلت نفسي وأنا أحمل تقريراً أردت نشره، يمدح الكاتب اليساري الراحل بهاء طاهر، ودرت به على منصات النشر الورقية والإلكترونية التي يهيمن عليها اليساريون وأشباههم في مصر، ماذا سيقولون لي؟ وماذا سيكون رد فعلهم؟

 

  • بالطبع سيقولون لي: إنك تتحدث عن الإسلام، ومن يتحدث عن الإسلام لا مكان له عندنا؛ ولذا لن ننشر مقالك! ألا تعلم أن اليسار ومن في حكمه من الليبراليين والعلمانيين والأرزقية والانتهازيين لا همّ لهم ولا غاية إلا استئصال الإسلام ومن يؤمن به ديناً ودنيا؟ سأقول لهم: صدقتم، وأنتم كذبة!..

 

  • حين تناولت صافي ناز كاظم الكاتب الراحل بهاء طاهر عقب وفاته (27 أكتوبر 2022) عن عمر ناهز 87 عاماً، في فقرة قصيرة لم تعجب القوم، اندفعت بعدها أسراب "الجراد الأحمر" تكيل لها من الإساءة والبذاءة والبهتان ما لا يحتمل، أبدت صافي ناز رأيها مختصراً في الرجل، قالت: "مات بهاء طاهر، كان من كوابيس جيلي الثقافية؛ لو جاملناه نقول: روائي متوسط الموهبة، استحلّ لنفسه جوائز كثيرة مغتصبة ممن كانوا أحق بها".

 

  • هذا الرأي لم تنفرد به صافي ناز، ولكن سبق إليه العالم الجليل إبراهيم عوض، الذي تناول بعض روايات بهاء طاهر، وتوصل إلى حكم نقدي علمي يقول: إنه كاتب متوسط القيمة (ست روايات مثيرة للجدل، جزيرة الورد، 2011)، وليس بالفائق الذي يجعله يستحق أكبر الجوائز!.. وبالطبع فإن إبراهيم عوض وأمثاله من النقاد الجادين لا مكان لهم في إعلام النظام أو مؤسساته الثقافية أو الأدبية خاصة؛ لأنه لا ينقر الدفوف للمناضلين المزيفين، ولا يقرع الطبول لأهل الحظيرة.

 

  • لقد استفزت الحملة المسعورة على صافي ناز كاظم بعض الكتَّاب ممن لا يخضعون للجراد الأحمر، فكتب وائل قنديل مقالاً بعنوان "عاصفة بهاء طاهر وصافي ناز كاظم" في "العربي الجديد"، يستنكر فيه الحرب التي اشتعلت ولم تهدأ، واشتملت على إساءات وشتائم بذيئة، بلغت حد الطعن في وطنيتها واتهامها بالإرهاب، وبات توجيه الاتهام بـ"التأخون" والإرهاب ذخيرة متاحة وميسّرة لكل من أراد الفتك بمن يختلف معهم، وأضاف قنديل: إن ذلك لا يبرّر استهدافها في منصّات البذاءة والتسفّل، كما لا ينفي أن الجسد الثقافي مصابٌ بسرطان التزييف والشللية منذ منتصف القرن الماضي، وأن هناك من الأسماء من حصل على شهرة ومكانة هو أصغر منهما بكثير.

 

  • بهاء طاهر أعرفه معرفة شخصية، وهو على المستوى الشخصي رجل مهذب ومؤدب، وليس مثل كثيرين من اليساريين، سلوكهم رديء ومبتذل، وأسلوبهم بذيء يبلغ أحياناً الوقاحة، بالتأكيد هو بعيد عن خصائص الجراد الأحمر السلوكية، ولكنه واحد من أعمدة اليسار، مؤمن بأدبياته، حريص على الولاء له، يمضي معه في منهجه المعادي للهوية الإسلامية، لم يصدر عنه في يوم من الأيام كلمة يجزع فيها على ما يصيب الإسلام والمسلمين، يؤمن بما يسمى الدولة المدنية، ليت أحداً يدلني على مقال أو كلمة كتبها دفاعاً عن الإسلام المظلوم، أو المسلمين الأسرى هنا وهناك.

 

  • وكتب محمود أمين العالم: "كتابات بهاء طاهر من هذه الكتابات الهامسة التي تنساب إليك في هدوء آسر بليغ، وتربت على مشاعرك في نعومة ورقة مهما بلغت حدتها الدرامية وعمقها الدلالي. إنه قصاص شاعر متصوف تفيض شاعريته وصوفيته برؤية إنسانية حارة تُغريك برومانسيتها الظاهرة عما وراءها من حكمة وعقلانية وإحساس عميق بالمسؤولية والالتزام".

 

  • وكتب صبري حافظ: "في «الخطوبة» (مجموعة قصصية) نرى عالمًا عاريًا من الزوائد والإضافات، شديد الكثافة والاقتصاد، يبدو وكأنه بالغ الحياد أو واقع على حدود اللامبالاة، ولكنه مترع تحت هذا الرداء الحيادي الخادع بالعواطف والأشواق والصبوات الإنسانية البسيطة والمستعصية معًا".

 

  • هذه الأقوال التي يكتبها النقاد اليساريون (من أمثال محمود أمين العالم وصبري حافظ) وما تحمله من معان إنسانية لا نجد لها ظلاً بعيداً عن اليساريين، إنهم لا يكتبون مثلاً عن محمد عبدالحليم عبدالله، ولا علي أحمد باكثير، ولا نجيب الكيلاني، ولا يوسف جوهر، ولا أمين يوسف غراب، ولا عبدالحميد جودة السحار، ولا محمد فريد أبو حديد، ولا محمد سعيد العريان، ولا أبو المعاطي أبو النجا، ولا إحسان عبدالقدوس، ولا محمود تيمور، ولا أشباههم، إنهم لا يقدمون إلا أبناء فكرهم ورؤاهم اليسارية المتحالفة مع الاستبداد.

 

  • من حق أي أحد أن يتيَّم ببهاء طاهر لأخلاقه أو سلوكه أو كتاباته، ولعلاقاته الشخصية مع بعض أصحاب الرؤية الإسلامية، ولكن ليس من حقه أن يضع ذلك تحت الراية الإسلامية، فهناك رايات أخرى خفية يتلفع بها البعض، مما يشكل عبئاً على الإسلام والمسلمين...

 

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب