صفحة مضيئة أخرى تطوى.. د.غازي مختار طليمات في رحمة الله
كتب   مدير الموقع  نشر فى : Dec 22, 2020   طباعة   أرسل لصديق  أرسل لصديق 
.

 

 

توفي يوم الأحد 5 جمادى الأولى 1442هـ، الموافق 20/12/2020م، الأستاذ الدكتور والأديب غازي مختار طليمات، في مدينته حمص بسورية. وبرحيله يغيب عن الساحة الأدبية أحد أبرز كتاب المسرحية الشعرية، التي برز فيها، بما يضاهي مسرحيات أحمد شوقي الشعرية. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما كتبه في ميزان حسناته وعلماً ينتفع به. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*********

 

 

نبذة عن حياته العلمية والعملية


* والدكتور غازي مختار طليمات؛ ولد عام 1935م، في مدينة حمص بسورية، وتلقى فيها تعليمة الأولي العام، وحصل على الشهادة الثانوية من حمص. تابع دراسته الجامعية في دمشق فنال إجازة اللغة العربية 1956م, وأهلية التعليم الثانوي 1957م, ودبلوم الدراسات العليا 1975م, والماجستير 1980م, والدكتوراه 1987م.


*عمل مدرساً في ثانويات حمص, ثم في دار المعلمين, ثم أعير إلى الكويت مدرسًا في ثانوية الشويخ وغيرها، ثم عاد الى سورية فعمل مدرسًا بثانوياتها وبدار المعلمات, ثم انتقل إلى كلية الآداب بجامعة البعث, وبقي بها حتى عام 1989م, انتقل بعدها إلى دبي للعمل في كلية الدراسات الإسلامية والعربية


*شارك في عدة مؤتمرات: في سورية والأردن ومصر والكويت والإمارات، وكتب لإذاعة الكويت عدة تمثيليات، وأعد لتلفزيون دبي عدة برامج.


* له عدة دواوين شعرية:  من جنين إلى غزة،  وطواف لاينتهي،  وأبيات ترجو المغفرة.


* من مولفاته المنشورة: أحمد بن فارس دراسة في حياته وآثاره وآراؤه اللغوية والنحوية، نظرات في علم دلالة الألفاظ عند أحمد بن فارس، والوجيز في (قصة الحضارة) (15) جزءاً،  وعلى محك النقد (جزآن)،  ومع رفيق الفاخوري في أسفاره وأخباره وأشعاره، لغتنا الشاعرة.


* كتب ألفها بالاشتراك: الأدب الجاهلي، والشعر في عصر النبوة والخلافة الراشدة.   الشعراء في عصر النبوة والخلافة الراشدة، والنثر في عصر النبوة والخلافة الراشدة.           والشعر في العصر الأموي، والشعراء في العصر الأموي، والنثر في العصر الأموي.  والشعر في العصر العباسي الأول.


  * كتب عمل في تحقيقها بالاشتراك: ديوان أبي دهبل الجمحي، وديوان عروة من الورد، وديوان مزاحم العقيلي، والأشباه والنظائر في النحو للسيوطي، ج2.


    * من مسرحياته الشعرية: عز الدين بن عبدالسلام سلطان العلماء، ومحكمة الأبرياء (إصدار رابطة الأدب الإسلامي العالمية، الطبعة الأولى دار البشير في عمان بالأردن، والطبعة الثانية مكتبىة العبيكان بالرياض في السعودية). وعين جالوت، والمحنة، ومسرحيات شعرية قصيرة، وسقوط غرناطة، ومسرحيات شعرية من تاريخنا المشرق.


* وقد نشرت له مجلة الأدب الإسلامي الفصلية، مقالات نقدية ودرسات أدبية، وقصائد شعرية، ومسرحيات كثيرة خصوصاً. ونشرت له مجلة الأدب الإسلامي الإلكترونية مسرحيات كثيرة، ومقالات عديدة.


*****

رحيل الأديب غازي طليمات تنوعت مؤلفاته وظلمته الغربة عن الوطن


غازي طليمات في الذاكرة:


أزعم أن حمص لم تعرف من بين أساتذة اللغة العربية من لا يتكلم بغير الفصحى خلال حصص التدريس، غير الأديب الراحل د. غازي مختار طليمات (1935- 2020م)، حيث كان مدرساً حازماً لا تعرف الضحكة سبيلاً لوجهه، لكن بالوقت ذاته لم يكن يعاقب الطلاب الذين يقصّرون في دروسهم وكتابة وظائفهم، إلا أنه كان يعوّض بكلام ساخر أحياناً.


لم نكن كطلاب في أول المرحلة الثانوية نستسيغ نطقه بالفصحى التي سرعان ما ألفناها، لعدم تقعرها، وتآلفنا مع سخرية الراحل الذي اكتشفنا مؤخراً أنه من مبدعي المقامة الساخرة. وأظن أن الراحل الذي أبدع في مجالات عدة ظلمته الغربة فلم يعرف نتاجه أغلب المتابعين لحركة الأدب والبحث في مدينته حمص التي عاد للاستقرار فيها حيث وافته المنية صباح الأحد.


بطاقة أدبية لغازي طليمات:


فمسيرة الراحل د. طليمات تفيد أنه عمل مدرساً في ثانويات حمص، ثم في دار المعلمين، ثم أعير إلى مدارس الكويت، وبعد عدة سنوات عاد الى التدريس في سورية، ثم انتقل إلى كلية الآداب بجامعة البعث التي يعد أحد أهم مؤسسيها مع الراحل د. عبد الإله نبهان، ود. أحمد نبهان, وبقي فيها حتى عام 1989م، ثم انتقل بعدها إلى دبي للعمل في كلية الدراسات الإسلامية والعربية. وقد شارك الراحل في عدة مؤتمرات في سورية والأردن ومصر والكويت والإمارات، وكتب لإذاعة الكويت عدة تمثيليات، وأعد لتلفزيون دبي عدة برامج. وهو باحث ولغوي ونحوي، ومؤلف، ومؤرخ للأدب العربي، وكاتب مسرحي.


غازي طليمات كاتب مقامات ساخرة:


ولعل تلخيصه لكتاب قصة الحضارة لـ ( وِل ديوارنت) في خمسة عشر جزءاً بأسلوب عربي مبين، يبز الأصل المترجم لغة وإشراقاً وتعلو عليه، بحسب تعبير د. وليد السراقبي، الذي توقف مع كتابيه ( مقامات ساخرة من عيوب سافرة)، و(مقامات ناصحة مازحة لا جارحة)، وفي ذات محاضرة رأى أن المقاصد التي ترودها مقامات د. طليمات تتعدد، ولكنها كلها تقصِدُ إلى تشريح كثير من العلل والأدواء التي تَنخُرُ بنيان مجتمعنا العربي، وتعشش في زواياه، وتهدم الثابت من أركانه. وهي تعرض لقضايا متعددة الاتجاهات، وتعالج مسائل مختلفة المشارب، وتكشف مشكلات شتى، وتفضح عيوباً متراكبة ومتراكمة، منها ما يخص الأدب، والفن، والثقافة، ومنها ما يتعلق بالسياحة، ومنها ما يرتبط بالخدمات، وما ينصبُّ على العلم والتعالم، والخلل الوظيفي، والأمراض الاجتماعية، والفنية، والصحية، ومنها ما يتناول بعضاً من مظاهر الحضارة.


غازي طليمات كاتب مسرحيات شعرية:


أما منجز الراحل د. طليمات في المسرح الشعري في رأي الباحث المسرحي الراحل أيضاً "محمد بري العواني" فهي مسرحيات تنتمي للنصوص القائمة على البناء الكلاسيكي، وتعنى عناية فائقة بأهمية الشخصيات والأحداث في كل نص مسرحي على حدة، بالإضافة إلى حرصه على لغة الشعر العمودي الغنائية والقوافي الرتيبة، فيتشابه في هذه النقطة بمسرح أحمد شوقي. كما أشار الباحث الراحل العواني إلى أن من طبيعة د. طليمات في كل نصوصه أنه يعلن عن الهدف الذي لأجله كتب المسرحية، ويلخص موضوع المسرحية والزمان والمكان، وبالتالي يسهل مهمة القارئ في توقع النهاية، والمغزى من العمل. وهو يميل في مسرحياته إلى لغة شعرية مسرحية بسيطة من حيث بساطة التركيب النحوي وبساطة التركيب الفني.

***


 

  •  تَجْدَرُ الإشارة إلى أن الموضوع الأصلي نشر في صحيفة تشرين السورية، FacebookTwitterPrintMore، صحافة نت الجديد - أخبار الفن.

 

 

 

تعليقات القراء
محمد عباس Dec 23, 2020
رحمه الله ،وأسكنه فسيح جناته وأثابه على جهوده في خدمة الكلمة العربية آمين

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب