القصة
العدد 124
قال الأستاذ حسام: قصتنا اليوم عن طالوت وجالوت.
كان طالوت ملكا مؤمنا صالحا، وكان جالوت ملكا كافرا ظالما. وكانوا في بني إسرائيل، والله قد أرسل فيهم نبيا اسمه شمعون.
قال الملأ من بين إسرائيل لنبيهم: ادع الله أن يبعث لنا ملكا حتى نقاتل في سبيله ونبذل أنفسنا في سبيل الحق.
قال لهم نبيهم: إن الجهاد الآن غير واجب، ولكن إذا وجب الجهاد بعد أن نطلبه من الله، وسرتم فلا يمكن الرجوع، لأن الرجوع هروب من الحرب، وهو ذنب كبير، كأنه كفر بالله، لأن الطلب هنا من الله، فرضوا بذلك.
فدعا النبي الله أن يأذن لهم بالجهاد، فأذن الله لهم بالجهاد. فقال لهم نبيهم: إن الله سيرسل لكم طالوت ملكا.
فاعترضوا وقالوا: كيف يكون ملكا علينا ونحن أحق منه بأن نكون ملوكا وهو ليس منا!؟
فقال النبي لهم: إن الله اختاره، لأنه أقوى جسما وأكثر علما.
وقال لهم نبيهم: إن الأفضل يكون بإيمانه وعلمه. وطالما أن الله اختاره فلا بد من الاستجابة لأوامره.
وأعلمهم النبي أن الله جعل لهم علامة حتى يطمئنوا له ويعلموا أن هذا هو اختيار الله له، وهو أن يأتي لهم بالتابوت أي الصندوق الذي توضع فيه التوراة، وفيه بقية من التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى.
استجاب بنو إسرائيل لأمر الله. وجاء الملك طالوت، فقال: إن الله فرض علينا الجهاد، وسوف نذهب لنقاتل جالوت. فاستغربوا وقالوا: لا طاقة لنا بجالوت، فمعه جيش جرار. ولكن طالوت قال لهم: إن هذا أمر الله، ويجب أن نطيعه. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، لأن الله معنا.
ومروا في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء. فقال لهم طالوت: إنكم ستمرون على نهر فلا يخزن أحد منكم منه ماء. فمن فعل ذلك فليخرج من جيشي، ومن أراد أن يسير معي فليشرب فقط دون أن يخزن. وفعلا حدث ما قال، فمروا على هذا النهر، وضعف كثيرون، فقد كان الحر شديدا، وخافوا من الصحراء فشربوا كثيرا، وخزنوا خوفا من الهلاك، وبهذا خرجوا من صفوفه ورجعوا ثانية.
وتعجب من بقي معه وقالوا: كيف سنحارب وقد أصبحنا أقل بكثير من الأول، ونحن سنحارب جيشا جرارا!؟
وكان نبي الله داود جنديا في هذا الجيش، ولكن طالوت استمر في السير حتى وصل إلى عدوه طالوت الذي كان ينتظره. وحين تقابل الجيشان ألهم الله نبيه داود في حيلة قتل بها جالوت، وهي أنه ربط حجراً كبيراً في عمامة، وظل يدور بها بيديه، ثم ألقاها، فانطلقت فأصابت رأس جالوت، فمات على الفور. وأتم الله النصر لجيش طالوت، وعاد منتصرا.
سأل سالم: لماذا لم يجعل الله سيدنا داود وهو النبي قائدا؟
قال الأستاذ: أولا كان مازال شابا، وأيضاً فإن لكل واحد اختصاصاته ومهامه، فليس بشرط أن يكون النبي قائدا حريبا، وهذه منحة من الله للناس فجعل الناس متفاوتين في قدراتهم ومواهبهم، ولكل واحد منهم وظيفة تختلف عن الآخر، وقد أعطى الله نبيه داوود الحكمة وفصل الخطاب.
سأل ياسر: ما معنى فصل الخطاب؟
أجاب الأستاذ: أي اللباقة والقدرة على الحكم في الأمور.
***
هاروت وماروت
قال الأستاذ حسام: قصتنا اليوم عن هاروت وماروت.
قال سالم: ومن هما هاروت وماروت؟
قال الأستاذ حسام: هاروت وماروت ملكان من الملائكة، نزلا لتعليم الناس السحر.
قال علي: كيف يعلمان الناس والملائكة لا يرون بالعين؟
قال الأستاذ: هم يتشكلون حسب ما يريدون وحسب أوامر الله.
نزلا هاروت وماروت على شكل بشرين، وذلك ليعلما الناس السحر، لأن الناس كانوا في هذا العصر قد تعلموا السحر، والسحر كفر، ولهذا أنزلهما الله ليفرقوا بين السحر وبين غيره، حتى يتجنبوا شروره، ويبطلوا مفعوله، ولا يقع الناس فيه، وحتى يفرقوا معجزة النبي من السحر.
***