العدد 136
أرى لــيـلـىٰ بــــلا قــيــسٍ يـراقِـصُـهـا
ولا زيــدونَ يـطــربُـهـا ولا أيّــــــوبْ
فـلـيـلـىٰ لــــم تَــعُـــــدْ لـيـلـىٰ بـرِقَّـتِـها
لـيَـسقيها مُـحِـبّوها لـمـــــى الـيَـعْسوبْ
ولا لـيـلـىٰ الـتـي صَـدَحَــتْ بـسـاطتُها
على سَعَفِ النخيلِ ولا هوىٰ المحبوبْ
فــهـــل لـلـعِـشقِ أوسِــمَـةٌ وأحـجِـبَـةٌ
ليُسحرَنا؟وهل للعِشقِ محْضُ هروبْ؟
وهــــل لـلــعِـشقِ مِـئْـذَنَـةٌ ومــدرسَـةٌ
وبعضُ موائدٍ فـيـها تـطـوفُ قـلـوبْ؟
تركتُ جمـيـع لــيـلايَ ورُحـــتُ لـــهُ
عـلى عجلٍ لأبلغَ في الهوى المطلوبْ
وأســبــحُ فــــي فـيـوضـاتٍ تـطـوّقُـني
وأزْخَرُ في رضــا الـرحمنِ بـالمكتوبْ
وأفـــتـحُ دائـــمًــا أبَـــــدَا مــواعــيـدًا
عــلى أعتابـها أنــمـو بــدونِ عـيـوبْ
وأنــسِـجُ خــــيـطَ جِـلـبـابٍ لـيـسـكُنًني
ويـسـكِرَني لـنـرتَشِفَ الـمدى فـيذوبْ
ويـنـقَـشِـعُ الــذي بــالـروحِ أعـيـانـي
أرى باللهِ غُفـرانًـا عــلــى الـمـعـيـوبْ
وتَـسْـقُطُ من عـلى مُـهْري مـواجيعي
وألــقــىٰ اللهَ مبتـهجًا بـــدونِ ذنـــوبْ
فَـــمِـــنْ ثِــقَــتـي بـــــأنَّ اللهَ غَـــفّــارٌ
وتــــوَّابٌ رأيتُ الــذَّنــبَ بـالـمـقلوبْ