العدد 136
محمد سنان بي- الهند
قـــد أُوقـــدتْ بـيـن الـضـلوع جــذاءُ
فـبِـخـافـقـي الــبـركـانُ والـهـيـجـاءُ
الــنـوم شــرَّدَه الـجـوى وظـمـاءتي
والـــدمــعُ بـــحــرٌ أحــمــر دأمــــاءُ
يـــا لُــوّمـي لــومـوا فــإن مـلامـكم
الــيـوم لِـــي مـسـتـعذبٌ وســقـاءٌ
هـــذا الـــذي أحـبـبـته مِـــن نــوره
كــــلُّ الــوُجــودِ وَجُــــوده الأنــــواءُ
حــبـلٌ إذا انـفـصم الـحـبالُ وعــروة
وثــقــى بــهــا يـتـمـسّكُ الـعـقـلاءُ
شـمـسٌ إذا أفـلتْ شـموسُ رجـائنا
بــدر بِــلـيــل ذنــوبــنـا وضّـــــاءٌ
غــيـمٌ فـــلا نـنـفـكُّ مـــن أغـيـاثِـه
وافــتْ ولــو لــم يُـوجـد اسـتـسقاءٌ
وصـفـاؤُه يــمٌّ يـغـوص عـلـى الـدرر
فــطِــنُ الــفــؤادِ فـنـيـلُـه الـنـعـماءُ
فـي قـعرِه أفـنيتُ عـمري، مُهجتِي
مِـــــن بـــيــن ســيّـاراتِـه جــــوزاءٌ
يـا صـاح أيـن تـروح عـن هـذا الـذي
لـــــم تــعــرفـنَّ مـثـيـلَـه بــطـحـاء
الــجِـذعُ حـــنّ إلــيـه حـيـنَ فـراقِـه
بــل لــم تَـحنَّ لـه.. لَـبِئس الـداءُ..!
تَــبـنِـي بـحـصـباء الــصـلاة بـقـلـبه
قَـــصــرا، فـــســوف تــحـفُّـك الآلاءُ
الله صـــلّــى والــمــلائـكُ كــلــهـم
قــدمـاً عـلـيـه، فـلِـلـهوى سـيـمـاءٌ
أعــمــالـنـا لا تُــقـطـعَـنْ بــإصــابـةٍ
إلّا الـــصــلاةُ فــصــعـدةٌ ســـمــراءُ
إن اتِّـــبــاعَ الـــحِــبِّ روحُ صــبــابـةٍ
وبـــدونـــهــا فــتــحــلّـمٌ وريـــــــاءٌ
فـمِـن اقـتـداء نـبـيك الـحبُّ الـعَلِي
ومِــــن اقـتـفـاء هـــواءِك الـبـغـضاءُ
يــا مــن تـسيح تـحيُّرا بـحرَ الـهدى
فـهـناك فــي لُـجَـجِ الـرضـا إرســاءٌ
مـضـتِ الـدهـورُ فـمـا أَتـيْـنَ بـمثلها
وحــــيٌ فــنَـعـتُ تـبـاعـها رحــمـاءُ
لــمّـا بــنـى ركــنَ الـزكـاةِ تـلـمّعت
عـــيـــن الــفــقـيـر، ووُحِّـــــد الآراءُ
لـم تَـمشِ يـثربُ خـلفَه بـعد الغَوى
إلا وقـــــد فـــاحــتْ بــهــا ســــراءٌ
إذ مـــن بِــذَيـل مـحـمـدٍ مـتـمسّكٌ
لا يــعـتـريـه الـــغــيُّ والــشـحـنـاءُ
لــنْ يُــدرِكَ الـرحـمنَ تــاركُ نـهـجِه
بــل كـيـف تـبـصرُ مـقـلةٌ عـمـياءُ..!
ركبَ الذين قد امتطوا سُفُنَ الطّغى
فـتـخـرّبـتْ، بِـجـزائِـهم قـــد بـــاؤُوا
يـا لـيت شعري هل لقومي من غدٍ
فـــيــه الإخـــــاء مـــتــوّج وبـــهــاءٌ
إن لــــم تَــكــن آثـــارُ راعٍ تُـقـتـفَى
لا تـطـمـئنُّ إلـــى الــرعـاة الـشـاءُ
فـاسعي كما تسعى اللقاحُ لوُلدها
لـمـديـنـة الـمـخـتـارِ يـــا سـمـحـاءُ
وجِــيـادُ صـلـواتِـي إلـيـكَ بـضـائعي
أَثــمــانُـهـنَّ شــفــاعـةٌ حــســنـاءٌ