العدد 135
(بمناسبة عيد الفطر سنة 1349هـ - 18 فبراير 1931م)
الــعـيـد أقـبـل والــهـمـوم نــــوازع
قـلـبي وتـرشقــني الـخطوب بـأسهمِ
قـلبي بـه شـطران بـين الـمسلميــن
على العموم وبين شعبي الحضرمي
آســــــى عـلـى مـجـد لـهـم مـتـهدم
ويــحـي لـــذاك الــسـؤدد الـمـتهدم
وأذوب مـــن أســف لـشـعب جـامـد
مـتـخـبط فـــي لــيـل جـهـل مـظـلم
مـتـعـسـف فــــي دينـه مـتـعـصب
لــقــديـمـه مــتــفــرق مــــتــقـسـم
لبـسـوا الــثـيـاب كــأنـهـن وذائـــل
لكن خـلـعـن عــلـى ذئــاب ضُــرَّم
الحر مـضـطـهـد لـديـهـم مـبـغـض
والوغـد جــــد مــحـبـب ومــعـظـم
***
يــا صـاحـب الـقلب الـشقي بـقومه
ارفـق بــهــذا الـقـلـب لا يـتـحـطم
اخـدم بـلادك مـا استطعت وكل إلى
مـــولاك مــا لــم تـسـتطعه وسـلـم
ومن الـجـفا أن لا تـحـيي قـبـل مـا
حـيـاك وجــه الـعـــيد مـبـتسم الـفـم
ذر بعض همك واقـض بـعض حقوقه
لابــــد لـلـمـحـزون مــــن مـتـبـسم
واقــذف شـيـاطين الـهـموم بـأكؤس
تـنـقـضُّ مـــن بـــرَّاد شـــاي مـعـلم
مخـضـرة جـنـبـاتـه فـاعـجـب لــهـا
من جــنـة خــضـراء فـــوق جـهـنم
شــاي يـفـوز مــن احـتـساه بـلـثمة
مـن كـل خـد فـي الـحسان ومبسم
مثل الـطُّـلا فــي لـونـها وصـفـائها
ونـقـيـضها فـــي رجـسـهـا والـمـأثم
لا نقــص عــنــهـا فــيــه إلا أنــــه
حلـو الــمـذاق وأنـــه لـــم يــحـرم
فاشربـه مـتـخـذاً نـديـمك كــل ذي
أدب متـــى نــادمــتــه لا تـــنــدم