الاتجاه الاسلامي في شعر أنس الدُّغيم
كتب  التحرير ▪ بتاريخ 20/03/2023 01:41 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

 

العدد 134

 

أنس إبراهيم الدُّغيم شاعر وكاتب سوري ذو توجه إسلامي، ولد يوم 13 شعبان 1399هـ، الموافق 8 يوليو (تموز) 1979م، في بلدة جرجناز في منطقة معرة النعمان، ونشأ بها. ترك دراسته بجامعة دمشق في الهندسة المدنية، ثم درس الصيدلة في جامعة فيلادلفيا بالأردن، وتخرج سنة 2008م. نشر ديوانه الأول سنة 2002م، وهو رئيس الهيئة التأسيسية لنقابة صيادلة سوريا.


مهنته الأدبية:


بدأ نظم الشعر في المرحلة الثانوية من دراسته، ونشر مقالاته وقصائده في العديد من المواقع العربية. وفي بداياته، شارك في مهرجان لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة بحلب سنة 2011‌م، فحصل على المركز الأول من الجيل الثالث عن قصيدته «أنس نامَهْ».


شارك في العديد من المهرجانات الداخلية والدوليّة في البلدان العربيّة ووطنه. وعمل أيضًا مسؤولًا لبعض المهرجانات الأدبية، وفي لجنة تحكيم المسابقات الشعرية. وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.


شعره:

صدر ديوانه الأول بعنوان «حروف أمام النار» سنة 2002م، ثم الثاني «المنفى» في 2017م. وصرّح بأنه تأثر كثيرا بالشاعر الإسلامي محمد إقبال، وقرأ دواوين الشعراء العرب الكبار، كالمتنبي، وأبي تمام من القدامى، ومن الشعراء المعاصرين محمد مهدي الجواهري، وأحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي، والفيتوري، والزبيري، وبدوي الجبل.


تأثر بالشاعر محمد إقبال في ديوانه «المنفى»، وفيه «عكس آلام لاجئي الثورة السورية في تركيا، ومزج فيه بين الهجرة والألم». وفي ديوان المنفى دخل القضايا الإنسانية المتعلقة بالحرب الأهلية السورية، لكن قصيدته المسمى المنفى طغت على الباقي حتى أطلق عليها اسم ديوانه.


مؤلفاته:


دواوينه الشعرية: «حروف أمام النار»، 2002م، «المنفى»، شبكة آرام الإعلامية، 2017م، «الجوديّ»، دار الأصالة، 2021م، إبراهيم، دار الأصالة، 2022م.


ومن كتبه: «100 لافتةٍ للحرّيّة»، دار إتقان للنشر والتوزيع، 2020م، و«100 لافتةٍ للحياة»، دار الأصول العلمية، 2020م. «سكَّرٌ من الحجاز»، دار الأصالة، 2020م، «المَجالِس»، دار الأصالة، 2021م.

ومن رواياته: فلاسفة في الزنزانة 25 (رسائل من وراء الموت)، دار آرام للنشر والترجمة، 2022م.


دراسات أكاديمية عن شعره:


نال شعره اهتمام طلبة الماجستير والدكتوراه في الجامعات العربيّة ومن الرسائل التي كتبت عن شعره:

- رمزية اللون في قصيدة "خلف" للشاعر أنس الدّغيم - دراسة سيميائية، كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الزرقاء الأهلية الخاصة بالأردن.


- تفاعل الخطابات في قصيدة المنفى للشاعر أنس الدّغيم - قراءة في الدلالة، للباحث د.بوسغادي حبيب، المركز الجامعي بلحاج بوشعيب في عين تموشنت بالجزائر.


- استدعاء التراث في قصيدة "الغار" لأنس الدّغيم للباحث د. بوسغادي حبيب، المركز الجامعي بلحاج بوشعيب  في عين تموشنت بالجزائر.


-التناص في شعر أنس الدّغيم "ديوان المنفى أنموذجاً" للباحث إبراهيم دغيم في جامعة حلب في المناطق المحررة كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة قسم اللغة العربية.


ونقدم هنا مقتطفات من بعض روائعه الشعرية:


سكر من الحجاز


قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:



قالوا حرامٌ أنْ أحبّكَ أكثرا = هذا لأنّ قليلَ حُبّكَ أسكرا

 

خبّأتُ قلبي من سهامكَ قال لي = عندَ احتضاري يحمَدُ الحُبُّ السُّرى

 

مُذ قيل لي بانتْ سعادُ وكنتُ قد = أدمنتُها قلتُ السّلامُ على الكَرى

 

ما في بني النّجّارِ مثليَ عاشقٌ  = فرَشَ الفؤادَ لِحَرِّ نعلِكَ بَيدرا

 

طرقتْه صائدةُ القلوبِ وقد نأى = مَن قال كلُّ الصّيدَ في جوفِ الفَرا؟

 

في الجانب القبليّ من إثنَينها = صوتٌ من الغيبِ استدار وبشّرا

 

في زحمةِ الآلامِ تولَدُ سُكَّرا = كأذانِ إبراهيمَ في (أمِّ القُرى)

 

يا كُلَّ ذي زرعٍ ولم تكُ وادياً = أنت الذي وضع النّقاطَ على الذُّرى

 

وأنا الذي لم يدنُ بعدُ وما دنا = من قابِ قوسِكَ مرّةً أو أكثرا

 

وأنا الذي في الطّلِّ يغرقُ كيف مِن = لا قطرةٍ غامتْ يداهُ فأمطرا؟


                                     ****


                               قاب شمسين 

 

وحدَه كانَ حينَ كانوا نِياما = حينَ لم يتركِ الكلامُ كلاما

 

وحدَه كان فوقَ طُورِ التجلّي = ينهَزُ الشّمسَ كي تشعَّ غراما

 

كانت الأِرضُ قابَ شمسَينِ  كانتْ = تتهجّى مِن العطورِ الخِتاما

 

تتقرّى ملامحَ الطُّهرِ فيها = فاصطفى الله للجمالِ إماما

 

ليس أعمى مَن لم يرَ النّورَ لكنْ = كان من فَرْطِ ما رأى يتعامى

 

بعدَ يُتْمَينِ قامَ أجملُ طفلٍ = ذاقَ فوقَ الذي يذوقُ اليتامى

 

يمسحُ الحزنَ عن ملايينَ كانوا = قبلَ أن يمسحَ اليتيمُ أَيامى

 

إنَّ من أرضعَتْه لم تَكُ تدري = أنّها تُرضِعُ النّدى والغَماما

 

كان أنقى مِن ماءِ زمزمَ ماءً =  ولِأرقى الأخلاقِ كانَ التَّماما

 

وهلالاً رأتْهُ عَينا (بَحيرا)  = فنَوى حينما رآهُ الصِّياما

                            ***


                  أنت الكتاب وكلنا قراء

 

وشّيتُها ذهباً وراقَ الماءُ = في كأسها فتسابقَ النّدماءُ

 

رقّتْ محاسنُها فلا هي أحرفٌ = تُتلى ولا هي غادةٌ صهباءُ

 

القاصراتُ الطّرفِ من خَفَرٍ لها = دِيَمٌ وأنت لمائهنّ إناءُ

 

يوشينَ بالمعنى ويمسكُ بعضها = خجلاً فلا ألفٌ يُرى أو باءُ

 

يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي = سُقيا لزهر قصائدي يا ماءُ

 

آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري = قبساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ

 

تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً = ومُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ

 

يا أيّها المكتوبُ في أعماقنا = أنت الكتابُ و كلّنا قُرّاءُ

 

إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى = منك الذي يرجو و لا الشّعراءُ

 

كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ وكم = راحوا على طُرقِ البيانِ وجاؤوا

 

وتظلُّ في كلّ القلوبِ محمّداً = الصّمتُ فيكم والكلامُ سَواءُ

                               ***

 

                               الغار

 

شتّانَ بينَ المالكَيْنِ نِـصابا = ملكَ القلوبَ ويملكونَ رِقابا

 

وملكتُ من هذا الغرامِ قليلَه = فاستفتَحا بقليلهِ الأبوابا

 

قلبي وعقلي والقوافي منذُ أنْ = زمّلْتَها تتصيّدُ الكُتّابا

 

ما كانَ كلُّ الصّيدِ في جوفِ الفَرا =  حتّى تمعّنَ واتِري فأصابا

 

هذا الفؤادُ أنا الذي خبّأْتُه = عن مقلتَيكَ فصادفَ الأهدابا

 

علّقتُ بينَ البُردتَينِ مدائحي = وسوايَ يعلَقُ غادةً وكَعابا

 

لا ناعسَ الطّرفِ الذي بايعتُه = في النّومِ كنتَ ولم أكُ السّيّابا

 

إنّي وما عُلِّمْتُ منطقَ طائرٍ = أشدو بذكركَ جَيئةً وذهابا

 

للهِ طبْعُ الوردِ يُخفي عطرَهُ = ويُقيمُ مِن ألوانهِ حُجّابا

 

حاولتُهُ أو كِدتُ لولا أنْ رأى = بُرهانَه قلبي فعادَ وتابا

                                 ***

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب