العدد 131
عـفـتْ ذاتُ الأصـابـعِ فـالجواءُ
إلـــى عــذراءَ مـنـزلها خــلاءُ
دِيَـــــارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ
تـعـفيــــها الـروامـسُ والـسماءُ
وكـانَـتْ لا يَــزَالُ بِـهَـا أنِـيـسٌ
خِــلالَ مُـرُوجِـهَا نَـعَـمٌ وَشَـاءُ
فـدعْ هــذا، ولـكن مَـنْ لطيفٍ
يُـؤرّقُـنــي إذا ذَهَــبَ الـعِـشاءُ
لـشـعـــثــاءَ الـتـي قــدْ تـيـمتْهُ
فـلـيـسَ لـــــقـلبهِ مـنـها شـفاءُ
عَـدِمْــنَا خَـيْلَنا، إنْ لـم تَـرَوْهَا
تُـثِـيرُ الـنَّـقْعَ، مَـوْعِـدُها كَـدَاءُ
يُـبَارِينَ الأعِــنّـةَ مُـصْـعِـدَاتٍ
عَــلَى أكْـتافِـهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَـظَـلُّ جِــيَـادُنَـا مُتَـمَـطِّرَاتٍ
تـلـطـمهنّ بـالـخـمرِ الـنـساءُ
فإما تعرضوا عـنا اعـتـمرنا
وكانَ الفَتْحُ،وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا فاصبروالـجـلادِ يـــومٍ
يــعـزُّ اللهُ فـيـهِ مـــنْ يـشـاءُ
وَجِـبْرِيـلٌ أمِيـنُ الــلَّـهِ فِـيـنَا
وَرُوحُ القُدْسِ لَـيْسَ لَـهُ كِفَاءُ
وَقَالَ الـلَّهُ:قَـدْ أرْسَـلْتُ عَبْداً
يقولُ الـحـقَّ إنْ نـفعَ الـبلاءُ
شَـهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ!
فـقـلـتمْ:لا نـقـومُ ولا نـشـاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَـدْ يَـسّرْتُ جُـنْداً
همُ الأنصارُ عرضتها اللقاءُ
لنا فـي كـلّ يـومٍ مـنْ مـعدٍّ
سِبابٌ،أوْ قِـتَـالٌ، أوْ هِـجـاءُ
فـنحكمُ بـالقوافي مـنْ هجانا
ونضربُ حينَ تختلطُ الـدماءُ
ألا أبـلـغْ أبــا سـفـيانَ عـنـي
فأنتَ مـجـوفٌ نـخـبٌ هــواءُ
وأن سـيـوفـنا تـركـتـك عـبـداً
وعـبـدُ الــدار سـادتـها الإمـاء
هـجوتَ مـحمداً، فأجبتُ عنهُ
وعــنـدَ اللهِ فــي ذاكَ الـجـزاءُ
أتَـهْـجُوهُ، وَلَـسْـتَ لَـهُ بـكُفْءٍ
فَـشَـرُّكُـما لِـخَـيْرِكُمَا الـفِـداءُ
هجوتَ مبـاركاً، بـراً، حـنيفاً
أمــيـنَ اللهِ، شـيـمتهُ الـوفـاءُ
فَـمَنْ يَـهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ
ويمدحهُ، ويـنـصـرهُ ســـواءُ
فَإنّ أبــي وَوَالِــدَهُ وَعِـرْضي
لعرضِ مـحـمدٍ مـنـكمْ وقـاءُ
لـساني صـارمٌ لا عـيبَ فـيهِ
وَبَحْـرِي لا تُــكَـدِّرُهُ الّـــدلاءُ