صحيفة فيفاء ـ الرياض:
متابعة: اللجنة الإعلامية للملتقى .
في مجموعة (ملتقى الشعراء) التي تضم نخبة من شعراء وأدباء منطقة جازان عبر برنامج التواصل الاجتماعي (الواتساب) انطلق اللقاء الحواري السابع مع الشاعر والناقد الأستاذ/ حسن بن منصور الصميلي الأستاذ في التربية والتعليم، والشاعر المعروف .
وكان هذا اللقاء بعد مغرب يوم الأحد 23 / 4 / 1435هـ في قرابة الساعة طرح الأعضاء تساؤلاتهم وتفضل ضيف اللقاء بالرد عليها فور طرحها.
وقد رحب به مشرف المجموعة الشاعر والناقد والباحث الأستاذ جبران بن سلمان سحاري قائلاً: باسم الله نبدأ لقاءنا الأدبي السابع لهذا الأسبوع مع الشاعر أ. حسن الصميلي. فمرحبا بك أستاذ حسن.
فأجاب: مرحبا أجمعين. وبالله أستعين
وأشكر كل من أحسن بي ظناًّ، واستسمن فيّ غثاًّ .
ثم طرح الشاعر حاتم بن أحمد الجديبا عدة أسئلة على ضيف اللقاء قائلاً:
مرحبا بالشاعر والناقد والزميل/ حسن بن منصور الصميلي..
1) أنت كتبت الشعر العمودي والشعر التفعيلي فأيهما أقرب لنفسك؟
فأجاب: العمودي أعرق، والتفعيلة أقرب.
2) شعرك عميق.. فهل ذاك نتاج غوصك في عالم الشعر والمعاني؟
فأجاب: للعمق سحره إن كان بحقه، ويحق للشاعر أن يودع شعره بعض أسرار نفسه، أو مالا يجرؤ على إظهاره؛ يتركه للتاريخ وللنقاد.
3) هل ديوانك الشعري (بعض معاني السماء) هو ديوانك الأول؟ ولماذا اخترت هذا العنوان؟
فأجاب: نعم هو الأول. والشعر والروح من معاني السماء. والعنوان مفتوح على التأويل ولوحة الغلاف داعمة.
4) ما إصدارك القادم؟
فأجاب: ليس وراء الأكمة شيء.
5) هل لصامطة وشعرائها أثر عليك؟
فأجاب: شعراء صامطة أساتذتي في المعهد، علي الخرمي ــ محمد أبوعقيل ــ هادي محسن ــ علي جبيع... صُنِعتُ على أعينهم .
6) تتمتع بصوت جميل "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" فهل لك تجربة إنشادية؟
فأجاب: الصوت فضل من الله. وقد وجدت بعض التلحين للقصائد يزيدها هيبة وحسنا... أما تجارب الإنشاد فلا أكثر من أيام الحلقة الأولى. غير أني ببعض فنونه عليم والشكر لك يا صديقي .
ثم طرح مشرف الملتقى أ. جبران سحّاري عدة تساؤلات يقول فيها:
س١: في ديوانك (بعض معاني السماء) قصائد من الشعر الوطني..
فما مدى أهمية هذا اللون الشعري في المجتمع حسب نظرتك؟
فأجاب: شيخنا جبران: الشعر الوطني نراه علينا حقا ودَينا - بفتح الدال- ربما متأثرين بالأغاني الوطنية. ثم نكبر حتى لا يبقى لنا إيمان إلا بالوطن .
س٢: لا تخلو بعض قصائدك من مفردات نعاصرها هذه الأيام وليس في زمن إصدار ديوانك فما سر هذا الانتباه؟
كقصيدة (زلزال) وكمفردة النزوح في قصيدة مدائن الغربة لما قلت:
يا أهل تلك الأرض كيف لنا *** عنها النزوح؟ ومن يطيق تُرى؟!
فأجاب: لا عليك يا صديقي إنها الصدفة لا أكثر .
س٣: توجد نماذج من الاقتباس لديك كقولك:
وأنا في فمي سهيل القوافي *** هل رأيتم إذا دنا فتدلّى؟!
ما ضابط الاقتباس السائغ والممنوع لدى شاعرنا؟
فأجاب: الاقتباس يرفع القوة البيانية للشعر، وكذلك تفعل بعض التعبيرات الشرعية؛ أما الضابط فأصدقك القول: لا معيار إلا معيار لحظتها وبعض من ورع قد يزلّ .
س٤: يوجد في شعرك بعض الكلمات الرمزية وبعضها مخيفة - كما يعبر بعض النقاد - كقولك في قصيدة (السندباد يقدم استقالته):
ورجعت للإيمان بالـــ *** أوطان بعد تطرفي
فلقد كفرتُ بكل ما تعِديــ *** ــن والصنم الخفي
فما سبب اجتلاب هذه المفردات؟ وماذا تقصد بالصنم الخفي؟
فأجاب: أما الصنم فلعل لكل نفس صنمها الذي تقدسه وإن كتمت.
س٥: في قصيدة غاية المجد:
جازان هذا يوم سُعدك فاطلبي *** والصمتُ في لغة الكريم بيانُ
حسن الصميلي.
هل حقا لا زال الصمت بيانا في عصرنا هذا؟
فأجاب: بل هذا زمن الضجيج صورة وصوتاً .
س٦: من خلال تجربتك الشعرية والنقدية هل ترى من السائغ أن يقع الشاعر في بعض العيوب التي وقع فيها الشعراء المتقدمون في العصر الجاهلي والأموي والعباسي أو أنه يتأكد عليه اجتنابها البتة؟
فأجاب: ما أسميته بالعيوب درجات: منها الهين كمنع المنصرف وصرف الممتنع؛ وهذا قد يحلو في بعض أحيانه؛ أما ما دون ذلك فلا يحسن من شاعر اليوم المحترف إلا لعلة تُسوّغ له، ولا أظنها تُسُوّغ .
ولك امتنانٌ وشكرٌ .
ثم طرح الشاعر أحمد المتوكل النعمي جملة من الأسئلة يقول فيها:
1) هل لك قصائد في الرثاء؟
فأجاب: رثائي قليل؛ في الديوان (شهقة في مفترق الحزن) في رثاء الدكتور حمود بن محمد الصميلي وكان ذا فضل في تشجيعي، ومقدمات في رثاء المشايخ الثلاثة الكبار لكنها لم تكتمل؛ فظلت حبيسة كتمانها .
2) كيف أنت مع الغزل؟ ومن مِن الشعراء القدماء والمعاصرين ترى أن لهم القدح المعلى في الغزل؟
فأجاب: مقل فيه؛ تجد بعضه في الديوان وقد يسمى الوجداني أكثر.
وإن أقللت في شطر السؤال الأول ففي ثانيه سأكون أكثر إقلالا.
ثم جاءت أسئلة من الشاعر الأستاذ حسن المعيني يقول فيها:
الصميلي الرائع حسن: سلامٌ عليك
1) كثيراً ما نسمع عن طقوس الشعراء التي يكتبون فيها .. فما طقسك المفضل الذي فيه تكتب؛ أو الذي تتعمد ممارسته حينما يوعز إليك شيطان شعرك باقتراف قصيدة ما؟
فأجاب: صاحبي حسن: لا أنسى لقاءنا الأول الذي صنعت أنت طقسه؛ فلك ودي من يومها، أما طقسي فأحب أن أمشي على قدميّ.. ربما لتكون لياقة قصائدي عالية.
2) "أو تنجدي يكن الهوى نجدُ "
أأصبح هواك نجديّا؟ وهل وجدت في نجد ما به تغنّى أسلافك من الشعراء؟ وهل كتبت شيئاً فيها وجدتَ أنّك تنزعُ فيه إلى حيث يمم أحدُهم ؟
فأجاب: لا ولا شيء للآن.
3) ما بين طول القصيدة وقصرها سافر الشعراء وآبوا وقعدوا وقاموا ...فمع أي منهما سفرك وإيابك؟
فأجاب: تتعبني القصيدة الطويلة. فالتكثيف أجدى عندي. وحيثما ينتهي المعنى: (هنالك قِف * وإن رجفت بك الأقلامُ * أو أملى لك المدُّ ** فلا بَعدُ)
4) ما رأيك في المقولة: "محالٌ أن تجد شاعراً إلا وهو عاشقٌ أو قد عاش العشق ..." الخ . طبعاً "العشق "؟
فأجاب: العشق فطرة في الإنسان.. ومدعاة للشعر، لكنه ليس شرطه الوحيد بل هناك (الغضب) يستفز الشياطين وتستفزه.
ثم جاءت ثلاثة أسئلة من الشاعر الأستاذ الحسين الحازمي استهلها بشعر يقول فيها:
تحية ملؤها حب وتبجيلُ *** يا توأم الشعر أعيتني الأقاويل
إليك أسئلتي تسعى على مهل *** وفي إجاباتكم شرحٌ وتفصيلُ
1) كيف تنظر للشعر في زمن الماديات؟
فأجاب: الحسين الحازمي: الشعر يبقى له أهله وخاصته في كل زمن يصطفيهم ويصطفونه، وليس كل من غنّى مُغَنٍ .
2) ماذا يعني لك المتلقي؟ أو ما مهمة الشاعر اتجاه المتلقي؟
فأجاب: المتلقي محترَم ومقدر على الشاعر أن لا يستهين بذكائه وذوقه، ولابد أن يدهشه ما استطاع، وهم درجاتٌ؛ ولعل لكل شاعر نوعاً من المتلقين يكتب لهم.. وأنا (واحد من هؤلاء) .
3) ما المخاطر التي تهدد كيان القصيدة العربية؟
فأجاب: سيبقى تراث القصيدة العربية حارساً لها وموقداً شعلة الإبداع في قلوب أبناء العربية على الأجيال. وإن كفر بها قومٌ. وشكك في خلودها. واستورد ما يضعفها ويلغي شخصيتها: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) فلا تقلق يا صديقي.. وإن جحد الجاحدون فعسى أن يأتي المؤمنون. فقط اترك لهم ما يستحقون .
والشكر لك وللحسن المعيني من قبل، والحمد لله رب العالمين
وفي ختام هذا اللقاء شكره مشرفُ المجموعة على ما قدّم قائلاً: "نشكر ضيفنا وشاعرنا الكريم الأستاذ حسن الصميلي كفاء ما تفضل به من إجابات موجزة عن أسئلتنا كما نشكر له تلبية الدعوة لأن يكون ضيفنا في اللقاء السابع والله الموفق" .