وصف السحب والغيوم والمطر في ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي
كتب  محمد عباس عرابي ▪ بتاريخ 07/08/2022 05:01 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

العدد 126

 

 يتناول المقال وصف السحب والغيوم والمطر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي، وفيما يأتي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:

أولاً: وصف السحب:

شال السحاب:

 يبين الشاعر أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فيقول:

 هل سبَتْكَ الرياض حين تجلّتْ *** ترتدي في الصباح شال السحاب؟(1)

سحابة مذعورة:

يبين الشاعر أن شعره يصف أشياء كثيرة، فها هو يصف سحابة مذعورة تطارد فارسًا مذعورًا فيقول في قصيدة (فجر الأدب الأصيل):

 إني رأيت سحابة مذعورة *** تجري ،تطارد فارسًا مذعورًا(2)

ويخاطب الشاعر التلال مبينا لها أنها لم تُخلق للثم السحاب فيقول في قصيدة (تلال الرمال):

 أنتِ لم تُخلقي لِلَثْم نجومٍ *** وسحابٍ، ولا لشد الحبال(3)

لا لاستمطار السحب:

يطلب الشاعر من أميرة القلب ألا تستمطر السُحب التي في غيثها فيقول في قصيدة (سلي فؤادي):

أميرة القلب لا تستمطري سُحبًا = في غيثها ما يميت الزهر إن هطلا

لا يستوي من يبث اللحن مقتطعًا = من قلبه ويبث اللحن مفتعلا(4)

 ثانياً: وصف الغيوم:

الغيوم تحيط بالبدر: 

 يبين الشاعر أن الغيوم تحيط بالبدر فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب):

 بدرٌ تحيط به الغيوم، ولم يزلْ *** يرنو إلى الدنيا بطرف الأرمد 

إني لأعلن – رغم كل متاعبي *** ومواجعي- أنَّ السَّعادة في يدي(5)

غيوم الحب سابحة:

يقول الشاعر في قصيدة (مشاتل الألحان) مبينًا أن غيوم الحب سابحة، ويطلب من يخبرها بتلهف الأغصان لها:

هذي غيوم الحب سابحة فمن *** يفضي لها بتلهف الأغصان(6)

ويبين الشاعر في قصيدة (زوارق المستقبل) مخاطبًا محبوبته (أمته) أن ليل الشتاء الطويل سينجلي، وأن غيمة الحب سوف تهطل؛ حيث يقول:

 لا تيأسي ،ليل الشتاء سينجلي *** والفجرُ سوف يزف صوت البلبل

ولسوف تهطل غيمة من حبِّنا *** لولا صفاءُ قلوبنا لم تهطل(7)

زوال غيوم التردد:

وها هو الشاعر يبين زوال غيوم تردده فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب):

فوردْتُ في قلبي تلهف عاشق *** زالتْ به عني غيوم ترددي(8)

ركض الغيوم:

ينادي الشاعر الغيوم طالبا منها أن تركض في كل شبر في السماء ركض محب يتمنى سعادة الأحباب فيقول في قصيدة (أغنية على شفة الرياض):

ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب

اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي

تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب

ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب

لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب

عكري صفو جونا، فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب

إلى أن يقول:

اركضي يا غيوم ركض محب *** يتمنى سعادة الأحباب

واجعلي بيننا وبينك جسرًا *** من وداد وديمة وضباب

ودعينا نشم رائحة الغيث *** إذا ما التقى بشوق التراب

نحن نهفو إلى ابتسامة ثغر *** وربانا تهفو لدمع السحاب(9)

الغيوم نبع العطاء:

تتحدث الغيوم في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فتبين أنها نبع العطاء

 فيقول الشاعر في ذلك:

فأجابتني الغيوم بشوقٍ*** وعلى وجهها بقايا اكتئاب

أنا نبع العطاء، لكن أمري *** في يد الله خالق الأسباب

أنا للناس رحمةٌ، فإذا ما *** بطروا صرت مصدرًا للعذاب

أنا أهفو للعطاء، ولكن *** لا أُداجي من أجلكم وأحابي

إن سألتم فكم سؤالٍ تلاشى *** وهو يبدي تلهُّفًا للجواب

أو ما تعشقون حُسن عطائي *** فأزيلوا ما بيننا من حجاب

عندها أرتمي على الأرض عشقًا *** وأريكم سريرة الإخصاب

يحبس الله غَيْثه حين تَعْشى *** أعين الناس عن طريق الصواب(10)

ثالثًا: وصف المطر:

سحب الأفراح أمطرت:

يبين الشاعر في قصيدة (يا عازف الحرف) أن سحب الأفراح قد أمطرت وابتهجت رياض القلب، واسترخت يد الألم فيقول:

وأمطرت سحب الأفراح، وابتهجت *** رياض قلبك، واسترخت يد الألم

يا من يسافر قلبي في مدائنها *** فما يرى غير أمشاج من الرحم

إني وهبتك قلبًا فيه خارطة *** من الإباء عليها خاتم الهمم(11)

زمان المطر المنقطع:

ويقول في قصيدة (تمر الحنين) أن حنينه يثمر في زمان المطر المنقطع:

فستلقين حنيني مثمرًا *** في زمان المطر المنقطع(12)

الطلُّ يَهمي صَباحًا:

ويبين الشاعر في قصيدة (مرحبًا يا فجر) أن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب فيقول:

إنما الطلُّ الذي يَهمي صَباحًا *** عرقٌ من جبهة الليل تصبَّب(13)

العيون تمطر من البشرى:

يبين الشاعر أن العيون تمطر من البشرى فيقول في قصيدة (رسالة إلى الرياض) فيقول:

سلامٌ رياض الحب، جئتك حاملا *** همومي، وفي قلبي حنين وأشواق

مددت إليك الكفَّ خافقٌ *** فلله قلبٌ بالمحبة خفّاقُ

ركبت حصاني دون سرج، وما له *** لجامٌ، ومثلي في الميادين سباقُ

فلما وضعتُ الرّحلَ عندك أمطرتْ *** عيوني من البشرى وخانتني الساقُ

وألقيت نفسي بين كفيك صامتًا *** وفي مقلتي عن غير وجهك إطراقُ

سلامٌ رياض الحب ،صيفك باردٌ *** وجدبك في عيني غصون وأوراق(14)

أين الأحبة ؟.. لا غيمٌ ولا مطرٌ:

يتساءل الشاعر عن الأحبة الذين افتقدهم، وبافتقادهم افتقد الغيم والمطر فيقول في قصيدة (عندما يحزن العيد):

أين الأحبة؟.. لا غيمٌ ولا مطرٌ *** ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟

أين الأحبة؟.. لا نجوى معطرةٌ *** بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟

أين الأحبة؟ لا بدر يلوح لنا *** ولا نجوم بها الظلماء تزدان(15)

الغيث يهز ثيابه:

ويتحدث في قصيدة (شدا لك قلبي) عن الغيث الذي يهز ثيابه ويروي جنانه بماء الذكريات:

أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي *** حنانُك كفّا حرةً وسقاني

وأحسست أن الغيث هزَّ ثيابه *** فأروى بماء الذكريات جناني(16)

الغيث لا يبخل:

يبين الشاعر في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلا على الحب ) أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل:

ولله في خلقه حكمةٌ *** فهذا فقيرٌ، وهذا مَلي

وهذا بخيلٌ على نفسه *** وذلك كالغيث لم يبخل

وهذا فؤاد بأحزانه *** ينوء، وذلك قلبٌ خلي(17)

واكف لم يهطل:

 يبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف):

هذي سمائي تحت جبة غيمها *** برقٌ يلوح لنا، ورعدٌ قاصفُ

لكن أرضي لم تزل في جدبها *** تشكو، ولم يهطل عليها واكفُ

يا ليلة ما لاح لي في ظلها *** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ(18)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص62.

(2)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (فجر الأدب الأصيل)، ص71.

(3)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (تلال الرمال)، ص92.

(4)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (سلي فؤادي)، ص149.

(5)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص153.

(6)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (مشاتل الألحان)، ص41.

(7)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (زوارق المستقبل)، ص19.

(8)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص151.

(9)               عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص63-65.

(10)           عبد الرحمن العشماوي:ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص65-66.

(11)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (يا عازف الحرف)، ص102.

(12)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (تمر الحنين)، ص11.

(13)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (مرحبًا يا فجر)، ص121.

(14)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (رسالة إلى الرياض)، ص141- 142.

(15)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)، ص139.

(16)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (شدا لك قلبي)، ص111.

(17)           عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (عندما يكون العتاب دليلا على الحب )، ص 158.

(18)           عبد الرحمن العشماوي:ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )، ص 168-169.

 

 

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب