العدد 124
طَـلائِـــعُ هــذا الـعــامِ مِــسْـكٌ وعَــنْــبـرُ
وفـــــــلٌّ وريـــحـــانٌ ووردٌ مُــعَــطَّــرُ
وَفَـــيــضٌ رَبــيـعـيٌّ ، ودربٌ مُــطــرَّزٌ
ونـــــورٌ وأنـــــــوارٌ وســعــدٌ مُــسـطَّـرُ
وخَـيـرٌ عـمـيـمٌ فــي الـوجـودِ وفــوقَــه
نـعـيـمٌ عـظـيـمٌ بـالـسـعــاداتِ يَـــزخَــرُ
وَدُنَـيـا مِــنَ الإبــداعِ يَــنــداحُ حُـسنُـهـا
لَـهَا فـي الـورى ظـلٌّ ظَــلـيــلٌ مُــشَـجَّرُ
***
يُـحَـيّـي مَــسَـرَّاتِ الــقــــلوبِ قُـدُومُـــه
وتَــرْقَـى بــه الأيــامُ تَــسـمُو وتَــــجْـأرُ
تَــرَى فَـيَـه أنـفـــاسَ الـوجودِ وجـودها
وتَـبقى بـه فـــــي عـالمِ الـطهرِ تَــظهـرُ
تَرَى وَجهَهَا في صفـحـةِ الخـيرِ وحْدَها
تَـقُـومُ عـلـــــى الأشــواقِ تَـبْنِي وتَـعْمُرُ
سُـــرُورٌ وأسْــــرارٌ وطُــهْـرٌ مُـهْـفـهَفٌ
وَفَـضــلٌ وأفـــضــالٌ ونــــور مــنــوَّر
***
رَبِـيـعُ الـضَّـواري! بـالـعطاءاتِ تَـرتَقي
وتَـبْقَى، وتَـرْقَى فـي الـصباحاتِ تَــزْأرُ
تُـغَـنِّي طُـيـورُ الـرَّوضِ شَـوقاً وفَـرحةً
يُـغَنِي بِـهمْ فـي غـابةِ الرَّوضِ أخـضـرُ
تَـرى الـرَّوضَ مُـزدانَ الـنفائسِ وَحْـده
ويَـسمُو بـه فـي وقْـدةِ الـعــامِ مَـظْـهَــرُ
وتَــلـبـسُ آيــــاتِ الـنُّــــبُـوغِ شَـبِـيـبةٌ
لَـهَا فـي الـمَــدَى وَهْــجٌ ونَـهجٌ ومَخْبرُ
***
لَـــكَ اللهُ مِـــــنْ عـــامٍ كــأنَ قُـدُومَـهُ
قُـــدومُ مُــــحِـبٍ! بـالـنـجاحاتِ يَـفْـخَرُ
تَـحَـدَى عُـبـابَ الـبَحرِ، يَـبدُو مُـغامِراً
ويَـمْشِي عَـلـى وَجــــهِ المُلماتِ يَمْخُرُ
يَجُوسُ علـــى الموجِ المُدَّمَى ويَرْتَقِي
يُــنَـادي قُــلـوبـاً، بـالـنـداءاتِ يَـسْـحَرُ
لـــهُ لُـــونُـهُ الـفِـضّي، يَـغـدُو مُـحَـلِّقاً
وتَـعـلُو عـلـى بَـحـرِ الـمـلماتِ أبـحُـرُ
***
وقَـفْــنَـا عـلـى أيـامـهِ الـغُـر نَـرتَـجِي
جَــديـدَ حَــيـاةٍ، فَــوقَ زَنْـديـه نَـعْـبُرُ
ونَـحـمـلُ روحـــاً لا نُــفَـدّى بِـمـثـلها
لـهـــا في المدى من قوةِ البأسِ قَسْورُ
ونَــسْـفـحُ إبــداعـاً، ونَـصـنـعُ مِـثـلَـهُ
ونَـجْرِي كَـما تَـجرِي الشُّموسُ وأكَبَرُ
فــأهـلاً بـــه عــامـاً جَـديـداً مُـعـطراً
نُــغـالـبُ طُــوفــانَ الـحـيـاةِ ونُـبْـحِـرُ