العدد 124
إِنْ كَـانَ شِــعْــرِي يَسْـتَحِقُ سَــيَـخْـلُـدُ
حَــتَّـى وَإنْ كُـــلُّ الـنَـوَافَـــذِ تُـوْصُــدُ
غَـيْـرِي يَـصِيدُ مِـنَ الـبِحَارِ قَـوَاقِعَـاً
وَأَنَـــا سِــوَى الـيَـاقُوتِ لَا أَتَـصَـيَّــدُ
غَـيْرِي يُـدَاهِــنُ كِـي يَـعِـيــشَ مُنَعَّمَاً
وَأَنَـــا بـخُــبْــزِ الـقَـانِعِينَ سَـأَسْـعَــدُ
قَــد يُـلْـجِمُ الـتَـيَّـارُ بَـعْـــضَ مَـرَاكِبِي
وَالـبَـحْرُ قَــد يُـرغِـي عَـلَيَّ ويُـــزْبُــدُ
قَـد يَرْشُقُ الصِّبْيَانُ بَـعْـــضَ كَوَاكِبِي
وَأَنَــــا بَــعِــيْـــدَاً عَــــنْـهُـمُ أَتَــهَـجَّـدُ
وَيَـظَـلُّ هَــذَا الـوَردُ يَـــنْشُرُ عِـطْرَهُ
لِـلْـعَـاشِقِينَ وَغَــيْـــرَهُـــم لا يَـقْـصِـدُ
وَإذَا تَــوَلَّـى الـنَّـاسُ عَــنْ أَبْــــوَابِـهِ
يَـأوي إلـى الـرُّكْنِ الـرَّكِـيــنِ ويَحْمِدُ
كَــمْ ذَا أَخَـافُ مِـنَ الـــيَرَاعِ إذَا كَـبَا
ومِـــنَ الـقَـرِيْحَةِ حِــيْـنَ لَا تَـتَـجَــدَّدُ
وَمِــنَ الـشَّـوَارِعِ حِـيْـنَمَا أَعْـتَــادُهَـا
وَمِـنَ الـلِّقَاءَاتِ الَّــتِــي (تَـتَـأَكْـسَـدُ)!
وَمِـنَ الـقَتَامَةِ فِـي وجُـــوهِ أَحِـبَّــتِـي
وَمَــشَـاعِـرُ الأَحــبَــابِ إذْ تَـتَــبَـــلَّـدُ
وَمِـنَ الـطَوَاوِيسِ الَّــتِـي فِـي حَـيِّـنَـا
كَــمْ ذَا أَضِـيْـقُ بِـهَـا وَكَـمْ ذَا ابْــعُــدُ
وَيَـسُوْءُنِي الـشُّعَرَاءُ فِــي ألْـغْــازِهِم
فَالشِّعْرُ فِـي تِـلْـكَ الـطَـلَاسِمِ يَـفْـسُــدُ
وَالـشِّعْرُ عِــنْــدِي سَـلْـسَــلٌ كَطِبَاعِنَا
فِـــيـــهِ الـــنَّـصَاعَةُ شَـمْـسُهَا تَـتَوَقَّدُ
أَنَــا لَا أُزَخْــرِفُ بِـالمَجَازِ قَـصِيْدَتِي
فَـلَـدَي مِــنْ دُونِ الـزَّخَـارِفِ مَـوْرِدُ
بَـعْضُ القَصَائِدِ كَــالسَّلَاحِفِ زَحْفُهَا
وَالـبَـعْضُ لَا يَـرقَـــى إلَـيْـهِ الـفَـرْقَدُ