كتاب الوجوه والدروب.. قراءة في شعرية محمد الثبيتي تأليف الدكتور طارق سعد شلبي
كتب  محمد عباس عرابي ▪ بتاريخ 14/09/2015 16:04 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

العدد 51

  فاز كتاب الوجوه والدروب (قراءة في شعرية محمد الثبيتي ) للدكتور طارق سعد شلبي بجائزة الشاعر محمد الثبيتي في أبحاث الشعرية في دورتها الأولى عام 1434هـ في المسابقة التي نظمها نادي الطائف الأدبي عام  1434هـ -2013م، وقد نشره النادي في نفس العام.

  وفي التعريف بكتاب الوجوه والدروب (قراءة في شعرية محمد الثبيتي) يقول الدكتور طارق شلبي: إن الكتاب قراءة لشعر محمد الثبيتي استخلاصًا لمعالم الشعرية، وقد جاء تحديد أقسام الدراسة ومكوناتها (محاكاة) لهذه القراءة، وهدفها الذي وضعت له.

وقد مضت سطور الكتاب منشغلة بهذين القطبين؛ (وجوه في المقولة والرمز والدلالة)، و(دروب إليها في اللغة والتشكيل والصياغة)

  ويبين شلبي أن شعر محمد الثبيتي يلفت الانتباه، ويثير الرغبة في الاكتشاف، شعره يقترح أن وراءه رمزًا يريك بعضًا من معالمه، ويكشف لك شيئًا من عوالمه، ويعرفك قدرًا من أدوات تشكيله، ثم يتركك!

 شعره لا تستبين فيه وجهًا واضحًا للدلالة؛ المقولة تراوغك، والرمز يلوح تارة، ويتخفى تارات، أما دروب التأتي إلى الدلالة فلا يمضي السير فيها على اتجاه واحد محدد على الدوام.

   قراءة شعر محمد الثبيتي ليست سهلة، لكنها ممتعة؛ شعره ليس من النوع الذي يهبك دلالاته كلها من القراءة الأولى فيفقدك بهجة التعرف، ولذة البحث عن المعنى، ومتعة الحيرة والتردد بين الوجوه الشتى، وشعره- كذلك -لا يغمض غموضا يجعلك تُستَفز وتُعرض!.

   لماذا يتسم شعر محمد الثبيتي بذلك كله؟ وكيف يشعرك النفاذ إلى دلالة أن وراءها دلالات؟. ولماذا نصل إلى هذه الدلالات بالتأمل المتمهل لا بالقراءة العجلى؟ أفلا يثير فينا ذلك كله احتياجًا ملحًا أن نعرف (كيفية) تبدي (وجوه)الدلالة عبر دروب الصياغة؟

*محتويات الكتاب:

  جاء الكتاب في ستة فصول يسبقها مقدمة وتمهيد، عرضت المقدمة طبيعة الكتاب، وقدمت إشارات إلى أهميته، ومنهجه ومضمونه.

 وقدم التمهيد بيانا موجزا لطبيعة الأدوات المأخوذ بها في قراءة الشعر، وألقى الضوء على موقف القراءة والتحليل من الصلة الجامعة بين الشعر والشاعر.

   ورصد الفصل الأول الذي جاء بعنوان (الذات التبدي والزهو) صورة الذات في نصوص الثبيتي عبر أربعة مباحث:

-      أولها صورة تجلي الذات اقترابًا وابتعادًا.

-      وثانيها ملكات الذات التي حققت لها تساميًا مكنها من الرصد والرؤية.

-      وتناول ثالثها الدور المنشود الذي طولبت الذات به.

-  وآخر مباحث الفصل كان حول صلة الذات بالآخر، تلك التي اتخذت صورًا كثيرة متجادلة جامعة بين التواصل والمواجهة. وحرص الفصل على رصد الصلات الدلالية بين هذه المحاور جميعًا وما اطرد في النصوص من حديث عن الارتحال، وما صاحبه من معاناة.

  أما الفصل الثاني فجاء بعنوان (المرأة جدل الوجوه المتغايرة)، وتناول صورة المرأة في شعر الثبيتي عبر ثلاثة مباحث:

-  أولها تحري الذات المرأة وارتحالها من أجل التواصل معها؛ بما صحته خصوصية دلالية لافتة في القصيدة عند الثبيتي.

-      وثاني المباحث يعرض ما اتسمت به صورة المرأة في عالم من رحابة واكتمال.

-  وآخرها انصب على ما اقترن بالتواصل بالمرأة من انفتاح الرؤية، وتجلي أمارات التعرف والكشف المتجاوزة الظاهر؛ وذلك على أصعدة شتى تبدأ من الذات وطبيعة اللحظة المعيشة، وتنتهي بإعادة تشكيل الواقع وفق رؤية الشعرية النابعة من هذا التواصل.

  والفصل الثالث (الشعرية البوح والتجلي) منصب على الحديث عن الشعر خلال أربعة مباحث:

-      أولها عن إلهام الشعر وإبداعه.

-      وثانيها معالم الشعر، وما استقاه النص من مفردات الشعر في تكوين معجمه.

-  وثالثها ما حوته القصائد من قضايا تتعلق بالشعرية: وجاء آخرها كشفًا عما اكتسبته قصائد محمد الثبيتي من أبعاد جمالية مستقاة من فنون أخرى، في سمة تؤكد انفتاح الشعرية عند الثبيتي وطموحها أن تبلغ قيمها الجمالية غاية المدى.

  وتناول الفصل الرابع بعضا من معالم المستوى الصوتي في النص؛ وقد حرص الكاتب ألا يغيب الانشغال بالرؤية عن الدرس، فجاء عنوان الفصل: (الصوت أصداء الرؤية) شاملا ثلاثة مباحث:

-  أولها (ظواهر صوتية) تتعلق بالصوت في مستواه المفرد ومستواه التركيبي، وقد عني هذا المبحث بوجه خاص بظاهرة كان لها حضورها اللافت في شعر الثبيتي؛ وهي الجناس.

-  المبحث الثاني رصد الصلة بين البنية الإيقاعية التي جاءت عليها القصيدة، والمسار الذي أخذه تلقيها، كاشفًا عن التأثير الإيجابي، والسلبي أحيانا، للإيقاع على المتلقي المنشغل برصد المعنى.

-   وآخر مباحث الفصل فقد انصبت على الدلالات ذات السمت الصوتي في القصائد، وما حوته من إحالات إلى مجالات ذات طابع صوتي غالبًا.

   وعني الفصل الخامس؛ "التركيب والتصوير آفاق المقارنة والتفاعل"، بالتصوير؛ تشكيله وإبانته عن الرؤية وذلك في أربعة مباحث:

-      كشف أولها عن طبيعة الصلة القائمة بين التركيب -بالمعنى النحوي-والتصويرز

-  وتناول ثانيها الدور الذي نهضت به التركيب في تشكيل الدلالة، مع عناية خاصة بالجانب التصويري في هذا التشكيل، وكذا مع عناية موازية بملمح لافت في شعر الثبيتي؛ وهو التكرار على مستوى النسق التركيبي.

-   أما المبحث الثالث فقد توقف عند طبيعة التصوير من زاوية جريانه على السمت المألوف المعتاد في البناء، أو تمرده على هذا السمت، وقد اجتهد المبحث في تحديد "سمات" تحقق بها الصورة سمتها الغريب المتمرد.

-  وآخر مباحث الفصل تناول أثر الصورة على المتلقي؛ من استلفات انتباه ودفع إلى وجوه شتى في الدلالة.

   وجمع الفصل الأخير الذي جاء بعنوان: "الصياغة والتلقي تجديد الوعي وتحري البديل " بين رصد معالم رؤية الشاعر من ناحية، وإحداث التأثير على المتلقي من ناحية أخرى.

 قد تأسس الفصل على ملمح لاح بقوة في شعر محمد الثبيتي، وهو أن التأثير الجمالي على المتلقي كان موجهًا لوعيه، ومحاولة دفعه لمعاودة تأمل واقعه.

-      وقد جاء أول مباحث الفصل رصدًا لطبيعة المتلقي الذي تتغياه قصيدة محمد الثبيتي.

-  المبحث الثاني فقد توقف إزاء سمة الغموض في شعر محمد الثبيتي كاشفًا عن بعض أسبابها، وعلاقتها بما شملته القصائد من مقولة وأبعاد رؤية، ومعالم تأثيرها على المتلقين.

-  أما المبحث الثالث فعني (بفراغات النص ) التي تمثل مسكوتًا عنه، يجتهد المتلقون في تحريه على هدى قرائن السياقات عبر النص في مجموعه.

-  والمبحث الرابع عرض مستويات الرؤية في شعر الشاعر بدءًا من قضايا مجتمعه، وانتهاءً بالقضايا الإنسانية الكبرى، مرورًا بقضايا الواقع العربي. وأوجب شعر الثبيتي أن يكون هذا المبحث المنشغل بالرؤية، وقفة خاصة لدال الرمال متتبعًا بعضًا من دلالاته.

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب