العدد 50
)القصيدة الفائزة بجائزة عكاظ في دورتها الأولى(
حُلُمٌ - بغير انتظارِ الحلمِ – باغتني فاغتال صحوةَ أيامي وأرّقني
وأيقظ الأملَ المهجورَ من زمنٍ وأضرم النارَ في كَبِدي وقيّدني
وشدَّ حلمَ حياتي من متاهتهِ وللضياع مع الأحلام أرجعني
فَرُحْتُ للحلم أدعوه وأسمعهُ وأحسبُ الحلمَ يدعوني ويسمعني
****
رأيتُ حسنَكِ فوق الحلمِ فانبهرتْ منّي الظنونُ وراحت عنكِ تدفعني
وصحتُ بالأمل الباقي ليدركني ويعصرَ الحلمَ.. يرويني.. ويُسكرني
ورحتُ أدنو.. وأدنو منه محترزاً لعلّ حسنَكِ في علياه يلمسني
وتهتُ بين عذاباتي وأخيلتي وكلُّ ما قد جرى حولي يُحيّرني
****
غرقتُ في مرفئي الداني ولا أملٌ يمدُّ راحتَهُ نحوي وينشلني
وحيَّر اللغزُ إمكاني ومعرفتي وراح عن حلميَ المحبوب يبعدني
مسارحُ العطرِ تدعوني لبهجتها وقسوةُ الشوكِ حول الوردِ تطردني
****
وقفتُ والوهمُ يعوي في مخيّلتي وقبضةُ الوهمِ تطويني وتنشرني
أخشى إذا انسقتُ تُرديني محاذرُهُ ويسخر الوهمُ مني وهو يخذلني
فأنثني وسياطُ الوهمِ قاتلةٌ تُمزّقُ الثوبَ عن روحي وتجلدني
****
وصحتُ أصرخ: يا دنيايَ.. يا أملي لا تذهبي فتطيرَ الروحُ عن بدني
فيجمع الطيفُ أولاه وآخرهُ يهتزّ يرقصُ في عيني.. يُخايلني
يحوم.. يملأ لي الدنيا مغامرةً يحطُّ فوق جراحاتي ويؤلمني
ويركبُ الريحَ في هوجاءَ عاصفةٍ أمواجُها ترتمي حولي وتنهرني
****
ومن عجيبِ تهاويلي وأخيلتي أن البقايا من الآمال تسكنني
أفتّش الريحَ أجري في مجاهلها لعلها لشفاء الروحِ تحملني
وأحضن الموجَ أُغريه وأدفعهُ لعله لحنان الشطّ يدفعني
وأركبُ الأرضَ أسعى في مناكبها لعلها تصدق المسعى وتصدقني
****
أهيم.. أضحكُ من نفسي وأزجرُها حيناً أعاتبها.. حيناً تُعاتبني
هل يورقُ الأملُ الذاوي ويدركني وينقذُ العمرَ من ليلي ويرحمني؟
أكان كلُّ الذي راودتُه حُلماً يظلُّ طيلةَ أيامي يُعذّبني؟