طود الأصالة.. في وداع الشاعر الراحل الكبير محمد التهامي رحمه الله
كتب  م.وحيد الدهشان ▪ بتاريخ 16/08/2015 13:53 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

العدد 50

إلى حيث صرتم موكب الخلق صائرُ=     وإن طال مكث أنت في الأرض زائرُ

 

ستمضي يقيناً من حياتك بعدما=          ترى غيب ما قد سطَّرته المقادر

 

غريبٌ بدنيا الناس أنت إلى مدى=        وإنك في هذا الطريق لعابر

 

تراءت لك الآيات نوراً لتهتدي=           وجاءتك من رب العباد بصائر

 

(وما الناس إلا هالكٌ وابن هالكٍ)=        وتبقى هنا للشاعرين مآثر

 

أيا شاعراً دونت للخلد أحرفاً=             وها أنت من بعد العطاء تغادر

 

ولكن بما خطت يراعك في الورى=        يقول لسان الدهر ما مات شاعر

                                           ***

أيا بلبل الإسلام غرَّدت باسمه=           وأطربت الدنيا بفيك المشاعر

 

إذا قيل شعرٌ فالتهاميُّ في الذرا=          له البيت نجمٌ والقصيدة طائر

 

يغني بأمجاد العروبة حالماً=              بوحدتها إذ نحن قومٌ أكابر

 

وأشعاره غيثٌ إذا أجدبت رباً=             تشعُّ مع الإلقاء والحرف عاطر

 

وللقدس كم صاغ المحبة عزةً=            وحيَّا بها من للأباة يناصر

 

وكانت له نفسٌ عراقية الهوى=           لبغدادَ في عمق الفؤاد أواصر

 

وفي كل شبرٍ فيه للعرب رايةٌ=            علا صوته عشقاً فشيدت منائر

 

                                     ***

وكنت كطودٍ لم تلن منك عزمةٌ=          ولم ترضَ أن يختال في الشعر ناثر

 

وكنا على وشك اعتدال أمورنا=           وفي الغاب لا ترضى السلامَ الكواسر

 

وإن كان ربي قد أراد ابتلاءنا=            فطوبى لمن في الساح حراً يصابر

 

هنيئاً لك الموت الذي هو راحةٌ=          إذا سارت الأيام والحظ عاثر

 

فما قيمة الدنيا إذا كان نبضنا=           يكبله في ساحة العيش جائر

 

(سلامٌ على الدنيا سلامٌ على الورى)=     إذا كان للأشواك تعنو الأزاهر

 

 

 

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب