نظام البردة ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم 4/11
كتب  علي أحمد باكثير ▪ بتاريخ 13/08/2015 18:05 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

 

العدد 50

 

 

رأت خديجة من أخلاقه عجباً

وهي الغنيّة ذات الرأي والفهم

فكاشفته هواها في تزوّجه

فكان عرسهما من أبرك القسم

إذ أصبحت خير عون عند بعثته

لبثّ دعوته بالمال والخدم

وهدّأت روعه إذ جاءها فزعاً

من بدأة  الوحي أن لا تخش من لمم

فأنت أحملهم للكلّ، أعونهم

على النّوائب، أحناهم على الرّحم

أعظم بها امرأة أحيت أناملها

(محمداً) منقذ الدّنيا من الغمم!

كذاك لن ينهض الإسلام من ضعة

حتّى نرى (غيده) ينهضن بالعلم!

كيف النّهوض وشقّ من جوارحكم

عضو أشلّ، وشقّ غير معتزم؟!

يلقى الأنام ببشر غير مصطنع

ولا يكّلم شخصاً غير مبتسم

تعفو ذنوب الورى في حقّه كرماً

ويقبل العذر من جان ومجترم

حتّى إذا انتهكت لله حرمته

رأيت غضبة ليث هيج في الأجم

سفر الشّجاعة فصل من شجاعته

إذا الجموع تلاقت والوطيس حمي!

يبدو إذا وهت الأركان من جزع

أقوى وأثبت أركاناً من الهرم!

وربّما انفضّ عنه جيشه فيرى

كأنّه وحده جيش من البهم!

يعطي العفاة عطاء غير منقطع

بلا حساب ولا منّ ولا برم

ويستميل وفود العرب تقدم من

شتّى النّواحي ببذل المال والنّعم

يحنو على كلّ ذي بؤس ومتربة

لا سيّما بؤساء الأيم واليتم

يطوي اللّيالي جوعاً بعد ما جبيت

له الغنائم من نجد ومن تهم

ما عاب قطّ طعاماً قدّموه له

وما نعى قطّ تقصيراً على الخدم

إن شاء يأكله أو شاء يتركه

أكان مؤتدماً أو غير مؤتدم

وما تزوّج تسعاً كي يلذّ بها

إذن لما اختار من يحبون للهرم

لكنّه كان يرجو أن يتم به

نشر الهداية في الأقوام باللّدم

كما تزوّج من بعض ليكفلها

ومن تفز برسول الله لم تئم!

يكون في صحبه فرداً كأصغرهم

شأناً ويمشي بلا صحب ولا حشم

ويخصف النّعل، يرفو الثّوب، يأخذ في

إعانة الأهل، يسعى في سرورهم

لا تعجبوا.. إنّ (طه) لم يكن ملكاً

بل مرسل جاء بالآيات والحكم

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب