سيرة ذاتية للشاعر محمد التهامي 1
كتب  التحرير ▪ بتاريخ 13/08/2015 14:10 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

 

 

الشاعر الكبير محمد التهامي 

 

-       الاسم: محمد التهامي سيد أحمد.

-       ولد في 10 فبراير/ شباط 1920م، في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية.

-       حصل على ليسانس الحقوق سنة 1946 من جامعة الإسكندرية (فاروق الأول).

-       عمل بالمحاماة والصحافة. بدأ عمله الصحافي في الأربعينات، والتحق بجريدة الجمهورية من 53 إلى 1958م.

-       عين مستشارا إعلاميا للجامعة العربية، ومشرفا على الإعلام بها، بين عامي 1958 و1974م.

-       وعضوا بالمجالس القومية المتخصصة،

-       وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.

-       تم انتخابه عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب، وسكرتيرا، ورئيسا لجمعية الأدباء.

-       وعمل في إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية بين عامي 1958 و1974م.

-        ثم ترأس بعثة الجامعة العربية في أسبانيا بين عامي 1974 و1979م.

-       حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1990م،

-       وجائزة مجلس الفنون والآداب للشعر القومي 1961م.

-       وميدالية الشعر بعد معركة بورسعيد سنة 1956.

-       عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية 20/3/1411هـ، الموافق10/10/1990م.
* تكريمه:

تم تكريمه في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية منها إسبانيا وباكستان، وشارك في العديد من مهرجانات الشعر في البلاد العربية ومنها سوريا والجزائر. ومن أبرز مناسبات التكريم:

- نال الميدالية الذهبية لشعر معركة بورسعيد 1956م.

- جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1990.

- جائزة مجلس رعاية الفنون والآداب للشعر القومي 1961م.

- كرمته اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه في جدة بالمملكة العربية السعودية في 12/6/1418هـ، الموافق 13/10/1997م.

- جائزة الملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1993،

- جائزة شاعر مكة "محمد حسن فقي" عن ديوانه (نفثات) عام 2004م.
- فاز بجائزة شاعر عكاظ في دورتها الأولى عام 2008م، التي تقدم في مدينة الطائف، بسوق عكاظ، بالمملكة العربية السعودية.

- كرمته السفارة اليمنية بالقاهرة في أغسطس/ آب 2010م. 

* من دواوينه:

كتب الشعر محمد التهامي في مرحلة مبكرة حتى إنه نشر ديوانا شعريا حين كان طالبا بالمرحلة الثانوية.، وترك عدد من الدواوين، هي:

-       أغنيات لعشاق الوطن (شعر وطني) 1987م.

-       أشواق عربية (شعر قومي) 1988م.

-       أنا مسلم (شعر إسلامي) 1990م.

-       دماء العروبة على جدران الكويت 1991م.

-       يا إلهي 1994م, صادر في سلسلة إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية برقم (8).

-       قطرات من رحيق العمر 1996م,

-       أغاني العاشقين 1998م.

-        قصائد مختارة 1998.

-       أشواق عربية.

-       تسابيح.

-       أسرار الوجدان.

-       قطرات من رحيق العمر.

-      ومن مؤلفاته النثرية: جامعة الشعوب العربية والإسلامية: لماذا وكيف?.

  • الشاعر محمد التهامي قال الشعر في المناسبات والقضايا الإسلامية، وكتب عن قضايا وجراحات المسلمين في أنحاء العالم، والمولد النبوي الشريف، وليلة القدر، والهجرة، والإسراء والمعراج، والصيام، والجهاد في سبيل الله، ومعارك الإسلام. وكتب أيضا عن العروبة ودعا للوحدة بين العرب، ورفع شعاراً يجب علينا أن نرفعه معه، ونردده بكل فخر واعتزاز هو "أنا مسلم".
  • تمسك التهامي بالشعر العمودي وظل مخلصا وفيا له، ملتزما بقواعده التي حددها صاحب علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي.
    شارك في محافل الشعر على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وصادفت قصائده ترحيبا كبيرا من جمهور الحاضرين والمستمعين وأضفى عليها إلقاؤه البديع جمالا وبيانا.
  • وكان الشاعر محمد التهامي قد خصص جائزة أدبية للشعراء الشباب باسمه يعلن عنها اتحاد الكتاب بمصر سنويا وأعطيت عدة دورات حتى عام 2011م،  حيث أوقف الشاعر جائزته معللا ذلك باعتراضه على الإجراءات التي يتخذها الاتحاد لتقديم الجائزة، بقوله: "الجائزة لم أستشر في مواعيد نشرها، ولم أدع إلى لجان تقويمها، ولم أحضر توزيعها، وكأنها مقررة من إنسان ميت غير موجود لذا أوقفتها".

وقال التهامي:" ... كتبت مذكرة أطلب فيها إيقاف الجائزة، فلا أرضى ولا أظن أن أحدا يرضى بألا أعلم شيئا عنها، وأنا لدي أكثر من جائزة وهي تكفي!".

 

  • ·       قالوا عن التهامي:  

-       قال عنه الدكتور شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي ورئيس المجمع اللغوي: إنه شاعر يؤمن بالعروبة والوحدة الإسلامية وهي عنده عقيدة وشريعة وهو يحسن استخدام موسيقا الشعر العربي بأوزانها وقوافيها.

-       يقول عنه الناقد الأدبي عبد الفتاح البارودي: إنه يلتزم بقواعد علم العروض ليس القواعد الأساسية فقط بل الفرعية أيضا.

-       قال عنه الناقد د. محمد عبد المنعم خفاجي: إن إبداع التهامي يكمن في قدرته على التأليف بين المشهد والصورة واللحن الجمالي في نطاق مرسوم من الخيال والتجربة ومن العقل والوجدان واستلهام الذكريات.

-       قال الأديب ثروت أباظة عن الشاعر محمد التهامي: إنه شاعر إسلامي عظيم من الطبقة الأولى بين الشعراء.

 

  • ·         وفاته:  

توفي الشاعر محمد التهامي مساء الأربعاء 18 فبراير 2015م. وشيع جثمانه يوم الخميس من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة.

 

 

صوت من المخيم

 

رقم القصيدة : 74366

نوع القصيدة : فصحى

ملف صوتي: لا يوجد

 

من قديمٍ ألِفتُ هـذى الحكايـهْ

طولَ عمري فقد نسيتُ البِدايـهْ

بين قَتْلِى ومولـدي مُفْزِعـاتٌ

هن عمري ومسرحي والروايهْ

تَخْلِطُ المـوتَ بالحيـاةِ ففيهـا

ليس للعمر مُبْتَـدى أو نهايـهْ

تارةٌ يسبـقُ الفنـاءُ وجـودي

قبل نَبْضِ الحياة تسعى الجِنايهْ

طالما شُقَّت البطـونُ الحبَالـى

فانتهت مُضْغَةٌ وصارت نُفايهْ

أو هوَىَ المهد فاستُرِدَّت حيـاةٌ

ما لها بالحيـاةِ أدْنـى دِرايـهْ

أو عَوى مدفعٌ فطارت رءوسٌ

خندقت حولنا تصـدُّ الرمايـهْ

* * *

أصبح القتلُ في حياتي طريقًـا

ورفيقًا على الطريـق وغايـهْ

صار اسمي إذا ذُكِرتُ بأرضٍ

عن قتيلٍ بغيـر ذنْـبٍ كنايـهْ

حلَّ ذَبْحِي لكل مَنْ كان حتـى

بالغوا فيـه حِرْفَـةً وهِوايـهْ

غار أهْلي من العـدا فتَبَـارَوْا

ثم صاروا أشدَّ منهـم نِكايـهْ

وزَّع القتلَ في المخيـم رهـطٌ

كان في وَهْمِنا رسولَ العنايـهْ

يَفْجَعُ القتـلُ إن رَمَتْـهُ يميـنٌ

كنت في حضنها نشدْتُ الرعايهْ

قد قصدنا حماهُـمُ ليـت أنَّـا

ما لجأنا ولا نَشدنَـا الحمايـهْ

* * *

عربدَ الغولُ حين أُوهـم أنَّـا

قد فقدنـا غِطاءنـا والوِقايـهْ

وتولَّى مـن راحتينـا سـلاحٌ

وزَّعتْه الرياحُ في كـل غَايـهْ

وغدونـا لكـل غـاوٍ متاعًـا

يبتغيـه ويستَطِيـبُ الغِوايـهْ

فانبرى يزعـم الولايـة فينـا

حاسبًا أن يُدِيَر فينا الوصايـهْ

فإذا العزمُ شامخٌ فـي حمانـا

ولـه وَحْـدَه تعـزُّ الولايـهْ

ذلك الكائـنُ العجيـب لشعـب

قد بنَتْهُ الخطوب أعْتَـى بنايـهْ

كل طفل وطفلة فيـه صَخْـرٌ

مَنْبِتٌ في ذُرا فلسطيـنَ رايـهْ

* * *

رُوِّعَ الغولُ حيـن أدرك فينـا

لكثير مـن الأعاجيـبِ آيـهْ

نحن والقَتْـل كالمحبيـن ذابَـا

في غـرام ولوعـةٍ وشِكايـهْ

قـد تمـادى لقاؤُنـا فائتلفنـا

لا عزولٌ يصدُّنـا أو وِشايـهْ

كم سَعَى بيننـا سُعَـاةٌ كِثَـارٌ

ثم ولت ولـم تُعَقِّـبْ سِعايـهْ

إن ضللنا لقاءنا بعـض يَـوْمٍ

عاودتنـا فجمَّعَتنـا الهِـدايـهْ

* * *

فانظروا فالحياة والموت فينـا

واحد، واشهدوا، كفاكم عمايـهْ

ليس من مات راحلاً بل مقيمًا

مثل من عاش يستحث النهايـهْ

كائنٌ قد تحـارُ فيـه البَرايَـا

صامدٌ خالـد يعيـد الحكايـهْ

قد أذهلَ الهَوْلَ أننـا لا نـراه

بل نرى فيه ما استحق الزرايهْ

حَيَّر الغولَ أننـا قـد كشفنـا

أن هذا العواء بعض الدعايـهْ

أنبتَ القهرُ مخلبًا فـي يدينـا

وسقى الناب بالسمـوم سِقايـهْ

لنذيـقَ البعيـدَ عنـا عذابًـا

ونُرَبِّى القريـبَ منـا رِبَايـهْ

قد أكلنا لحومهم حيـن جعنـا

عَطَّلً الشَّرْعُ في المجاعات آيهْ

وسحقنـا عظامهـم وحفظْنَـا

ها لنلقى لَدَى الحصارِ الكفايـهْ

ذاك بَعضٌ من الـذي قَدَّمُـوه

فعَلَى مَنْ جَنَى نَـرُدُّ الجِنايـهْ

ونعيشُ الحياةَ طولاً وعرضًـا

ليتم الرجوعُ هَـذى الروايـهْ

 

 

كتب أبو عبد العزيز عن محمد التهامي تحت عنوان:

محمد التهامي صاحب شعار أنا مسلم


في مؤتمر للشعر بمدينة غزة عام 1966 طلب منه الشباب إلقاء قصيدة كتبها عن فلسطين يقول فيها:
إن الذي زيفوه كله كذب             ما لليهود بدار أهلها عرب

ويقول عن العروبة:
بني العروبة هذا يوم وحدتكم         فلا تقولوا غدا قد لا يجيء غد
ويقول في قصيدته التي تحمل عنوان “أنا مسلم” وأنشدها في حفل وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف:
إن قال داعي الحق من يتقدم        فأنا الحقيقة كلها: أنا مسلم

ومعلمي في العالمين محمد          صلى عليه الأنبياء وسلموا
وتخيروه لهم إماما صادقا           لما اصطفاه لنا الإله الأعظم

ويواصل الشاعر حديثه عن رسالة الإسلام التي آمن بها الناس في كل مكان:
فطووا رسالات لهم وتزاحموا         حول النبي وبايعوه وأسلموا 

شهدوا وهم خير الأنام لديننا                وبأنه نهج الحياة الأقوم
ويصور الشاعر نكبة فلسطين وكفاح شعبها وبسالة أطفالها الذين يقاومون رصاص الاحتلال بالحجارة:
من شاءها حربا فنحن جنودها              حتى يثوب المعتدون ويندموا

هذي فلسطين الأبية ما وهت               يوما وإن غطى شوامخها الدم
إن قلّ في يدها السلاح تسارعت            أطفالها بلظى الجارة تَرجُمُ.
يقول في قصيدة بعنوان (من المخيم) وهي على لسان كل مواطن فلسطيني:
أصبح القتل في حياتي طريقا        ورفيقا على الطريق وغاية
نحن والقتل كالمحبين ذابا                  في غرام ولوعة وشكاية

ويتحدث الشاعر عن فضائل الإسلام وقيمه النبيلة السامية فيقول:
إنا عباد الله ملء قلوبنا                    طه وموسى والمسيح ومريم

وجميع أصحاب الكتاب طلائع              منا على النهج القويم تقدموا 
فالكلمة البيضاء كل دعائنا                 والله يهدي من يشاءُ ويرحم 
وبلادنا دار الجميع فكلهم                  متقلب في خيرها يتنعم

ويقول عن الجهاد في سبيل الله:
يا نائما إن الجهاد فريضة                  فوق الفرائض كلها تتسامى
إن صمت أو صليت غير مجاهد           فُتّ الصلاة وما كسبت صياما
ويتحدث الشاعر في قصيدة أخرى عن أحوال الأمة الإسلامية فيقول:
صرنا ضحايا لجهل بات يغرقنا             والجهل يقتل في الدنيا ضحاياه 
والحق أثمن ما يسمو الوجود به             ونحن في سفه الجهال بعناهُ 
طال الظلام ولم نسأل لغفلتنا               عن الضياء كأنا قد نسيناه
كأننا ورياح اليأس تدفعنا                   نكاد نسبقها شوقا لنلقاه

وفي قصيدة بعنوان (صرخة) عن ماضي الأمة الإسلامية ومجد الآباء والأجداد ينادي بأعلى صوته لاستعادة هذا المجد:
قف يا زمان إلام أنت تدور                فتمر أعوام بنا ودهور

حتام تأتينا بكل جديدة                     كالسابقات وما بها تغيير
أتدور بالدنيا فترفع أهلها                   وتفوت شعبا بالعلاء جدير 
فنسيت أنك ناشئ في مهدنا                والمجد كان لنا وأنت صغير
يضم ديوان (أنا مسلم) 18 قصيدة تتحدث عن القدس وصاحب الشريعة الغراء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رحاب الحسين، تسابيح، المثل الأعلى، داعي الجهاد، أزهار وأشواك، صرخة، الهدى والضلال، في نور الصيام.
وفي مؤتمر للشباب عقد بمدينة حلب السورية سنة 1950 تحدث الشاعر عن القومية العربية ودعا لها في هذا الوقت المبكر من حياته:
يا حادي الركب قد أنزلتنا حلبا       ألق الزمام فقد أبلغتنا الأربا
هذي معالمها قد هزت جوانحنا              فاجنح إليها وقبّل ارضها طربا
يا دار إنا بنوك منذ ما حملت       طيات أرضك أجدادا لنا عربا


وكتب عن ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهي في وزنها وقدرها خير من ألف شهر وفيها أيضا تجاب دعوات وحاجات السائلين من عباد الله المؤمنين:
بكل الشوق في قلبي                طرقت الباب يا ربي
يسيل الطهر في دمعي              ليغسل صدقه ذنبي
سألت الله أن يهدي                 إلينا نعمة الحب

كتب التهامي إلى جانب كتاباته عن العروبة والإسلام في أغراض الشعر الأخرى في الوطنية والطبيعة والوجدانيات.
يقول في قصيدة بعنوان (الشاعر):
أتعرف بغية الشاعر                ربيع ولكن بلا آخر
يعيش يغني لهذا الربيع       ويصدح في أبله الزاهر
ويقول في قصيدة أخرى بعنوان (مناجاة)، وهي من أجمل ما كتب الشاعر وتتحدث عن حب الآباء للأبناء:
أنا قادم لك يا بني                  وحق طهرك لا تنم
لا تحرمنّ أباك من                 فمك الشهي إذا ابتسم
قالوا عنه:

  • ·       قال عنه الدكتور شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي ورئيس المجمع اللغوي: إنه شاعر يؤمن بالعروبة والوحدة الإسلامية وهي عنده عقيدة وشريعة وهو يحسن استخدام موسيقا الشعر العربي بأوزانها وقوافيها. 
  • ·       يقول عنه الناقد الأدبي عبد الفتاح البارودي: إنه يلتزم بقواعد علم العروض ليس القواعد الأساسية فقط بل الفرعية أيضا. 
  • قال عنه الناقد د.محمد عبد المنعم خفاجي: إن إبداع التهامي يكمن في قدرته على التأليف بين المشهد والصورة واللحن الجمالي في نطاق مرسوم من الخيال والتجربة ومن العقل والوجدان واستلهام الذكريات.
  • قال الأديب ثروت أباظة عن الشاعر محمد التهامي: إنه شاعر إسلامي عظيم من الطبقة الأولى بين الشعراء.


(بتصرف: منقول من جريدة الخليج، الإمارات، 3/3/2006م)


 

«سؤال»

محمد التهامي: الترجمة حلقة وصل مفقودة بين الثقافات !

 

محمد التهامي

القاهرة - مكتب الرياض - شريف الشافعي:

    «ثقافة اليوم»: في احتكاكها بالآخر الغربي وتحاورها معه؛ تواجه الثقافة العربية في اللحظة الراهنة تحديات متعددة، فما هو أهم ما ينقص ثقافتنا عند اتصالها بالثقافات الأخرى من وجهة نظرك؟ 

«الشاعر محمد التهامي»: يخيل إليّ أن الثقافة العربية في احتكاكها وتحاورها واتصالها بالثقافات الأجنبية ينقصها عاملان هما عموماً حلقة الوصل المفقودة بين الثقافات؛ الأول يقوم على ترجمة الإبداع العربي إلى مختلف اللغات الأجنبية. وأعتقد أن ذلك لا تقوم به دولة عربية واحدة؛ بل تنهض به الجامعة العربية؛ وذلك بمحاولة الاتصال والتعاون مع مؤسسات الطبع والنشر والتوزيع في مختلف الدول الأوروبية. والعامل الثاني هو قيام الدول العربية؛ كل واحدة في مجالها؛ بترجمة ما تستطيع ترجمته من الإبداع الأدبي والفني المعاصر في مختلف الدول الأجنبية، والعمل على نشره وتوزيعه في الدول العربية؛ استهدافاً لأن تتصل الثقافة العربية بالثقافات الخارجية اتصالاً عضوياً مباشراً يتيح التفاعل والمعاملة في مجال الأدب ومختلف الفنون.

ـــــــــــــ

محمد التهامي:الصراع بين الثقافة العربية وخصومها يسير باتجاه العنف

اليوم: القاهرة ـ رشا رمضان 

الشاعر محمد التهامي هو أحد فرسان القصيدة التقليدية، التي تستند على مفاهيم التراث والأصالة والعودة إلى الجذور العربية، وتنبني على استحضار تيمات وموضوعات وطنية وإسلامية ومجتمعية تهدف إلى إحداث تأثيرات إيجابية مباشرة في المتلقي.

والشاعر محمد التهامي هو أحد المدافعين - بشراسة - عن الثقافة العربية ورموزها منذ عصر الإحياء وحتى اليوم، وهو يرى أن هناك صراعاً دائراً بين الثقافة العربية وبين أعدائها المتربصين بها. و أن أبرز السلبيات المريرة التي تعاني منها الثقافة العربية هي مهاجمة العرب أنفسهم للقمم الثقافية العربية أمثال أحمد شوقي أو محمود سامي البارودي أو غيرهما من الإحيائيين ابتغاء الشهرة أو استجابة لبعض النوازع النفسية مع ما في هذا الهجوم من جناية على الثقافة بوجه عام وتشويه لرموزها ومثلها الرفيعة التي تتطلع إليها الأجيال.

وأضاف التهامي في حديث خاص لـ "اليوم" إن الثقافة العربية في الوقت الراهن تعاني خللا وقصورا وسلبية، فقد غيرت الحركة الثقافية العربية جلدها تماماً في الآونة الأخيرة استجابة للمتغيرات العالمية والمستجدات الدولية، وفقدت الكثير من خصوصيتها وهويتها الحضارية، وتأثرت بما سواها من الثقافات التي تحاول فرض هيمنتها ونفوذها على الآخر.

ويرى الشاعر محمد التهامي أن الثقافة العربية قد نالها ما نال القضايا العربية بشكل عام (على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والعسكرية وغيرها) من ضعف وانحدار وتراجع. مشيراً إلى ان الصراع بين الثقافة العربية وبين القوى المعادية لها يسير في اتجاه الشدة والقوة والعنف، ولابد أن تنهض من كبوتها وغفوتها لتواجه خصومها المتربصين بها. ولن يتأتى ذلك النهوض بدون عودة المثقفين والمفكرين والفنانين والمبدعين العرب إلى هويتهم وجذورهم العربية وتراثهم وأصولهم وتربتهم التي نشأوا فيها بعيداً عن رايات وشعارات التغريب.

وحول الدور المعقود على القصيدة الوطنية والدينية في معركة الثقافة العربية ضد ما وصفها بالثقافات المعادية، يقول التهامي إن القصيدة الوطنية والدينية تحاول أن تكون دائماً على مستوى الأحداث الكبرى، وإذا كانت هذه القصيدة حالياً قد اعتراها نوع من اللين، فذلك لأن الأحداث ذاتها لم تعد بالعظمة التي تدفع الشعراء إلى التغني والافتخار! ولكن تبقى الكلمة دائماً مستعدة لمواصلة سعيها النضالي والبطولي من أجل تجاوز الواقع نحو المستقبل الأفضل. والقصيدة الوطنية هي سلاح معنوي بالغ الأهمية في التصدي للأعداء إلى جوار الأسلحة المادية الأخرى.

وتنبا التهامي بقرب زوال الأزمة الثقافية قائلاً إن نهايتها في القريب العاجل، مضيفاً إن أصحاب المسئولية من أولي الفكر والثقافة وأهل الأدب والفن في العالم العربي سوف يفطنون إلى ما يحاك لهم من مؤامرات، وسوف يحسمون الصراع الحضاري لصالحهم في نهاية الأمر.

وانتقد التهامي الأخطاء الكبرى التي ارتكبها المشاركون في فاعليات مؤتمر الثقافة العربية الأخير بالقاهرة، وما أثاره من قضايا تطعن في الإسلام، والحضارة العربية الإسلامية، وما يروج له من مقولات انمحاق العقلية العربية أمام العقلية الأمريكية، وأشار الى أننا نحيا الآن في زمن الموات الفكري، والجدب العقلي، وإثارة القلاقل والفتن الاستشراقية المدسوسة حول الخطاب الديني، والوحي الإلهي، والطعن في ثوابت الأمة وعقيدتها السمحة!!

وقال لابد من قيام علماء الأمة ومفكريها برد فعل إزاء هذه الأفكار المغلوطة، وضرورة تصحيحها عن طريق إقامة مؤتمر آخر مواز له، يشترك فيه المفكرون والفقهاء، للدفاع عن الشريعة الإسلامية، وللرد على هؤلاء الحداثيين والعلمانيين أنصار الإمبريالية..

وعن تحسين صورتنا لدى الآخر قال التهامي لابد من العلاج الداخلي لأمراضنا الذاتية، ولابد من إعداد برامج جديدة إعلامية وفكرية ودبلوماسية للتحاور مع الآخر، وإقناعه بعدالة قضيتنا، وأننا أنصار وأصحاب دين لايدعو للعنف والإرهاب، كما يدعى البعض، وأننا أرباب حضارة العلم والمدنية والتقدم، ونحن أبناء أمة "اقرأ" علاوة على ضرورة تجديد خطابنا الديني الفكري للآخر، وفق ضوابط الشرع والدين، واتباع فقه الأولويات، مع العناية بالاجتهاد والتجديد، وأن نقيم قناة فضائية إسلامية تتحدث باللغة الإنجليزية، وتقدم صورتنا الحضارية للشعوب الغربية.

 

 

القاهرة ـ رشا رمضان أغسطس 4, 2004, 3 ص 

ــــــــــــ

PDF]الالتزام في شعر محمد التهامي : دراسة تحليلية - الجامعة الإسلامية

library.iugaza.edu.ps/thesis/57743.pdf

ــــــــــــــ

 

حفل تكريم: المستشار محمد التهامي - الاثنينية :: المكتبة

www.alithnainya.com/tocs/default.asp?toc_id=20269&toc_brother...

  •  

تستضيف اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه مساء اليوم الأستاذ  التهامي المستشار الإعلامي السابق بجامعة الدول العربية بحضور عدد كبير من رجالات الفكر

ــــــــــــــــ

 

يتبع ...

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب