العدد 46
في الفجرِ تُناجيني رُوحي هل بعدَ العَتمةِ مِن أنوار؟
هل تَغزو صفحةَ أحزاني بَسماتٌ تُرسَمُ كالأزهار؟
هل تَغفو العَين على أملٍ أو تَغزِلُ ضِحكَتها الأسحار؟
هل حُلُمُ الأَمسِ غَدا ذكرى مؤلمةً تَستَرِقُ الأنظار؟
يَبدو للعَين فَيُدمِعُها وَصِمامُ القلبِ بهِ يَحتار
أَحلامُ اليومِ لها أملٌ أم أنَّ الوَهمَ لهنَّ سِتار؟
تَتَأرجَُح بيَن عيونِ النُورِ سكونِ الليلِ أو الأقمار
حَدَقاتُ الرُّوحِ تُناجيها تَستلهمُ من حُلَلِ الأفكار
أَملاً معقوداً يَتَبدّى أو وهماً مَنسوجاً كدِثار
لا بأسَ فبعضُ الحُلْمِ هَوى وَخيالاً يَختطفُ الأبصار
لكنَّ النَّفسَ تُحدِّثُني وتُزيِّنُ بالأَحلامِ الدار
فأراها قَصراً من ورقٍ أو مُزناً تُثقلها الأمطار
أو زهرَ الروضِ يُحيطُ بهِ بستانٌ تسكنهُ الأَطيار
ولعلَّ الحلمَ يُراوِدُهُ أملٌ فيُحقِّقَ ما قد دار