العدد 46
قل للحبيب إذا ارتقيت لذكره صلى عليك الله يا نهر الهدى
يا خير من يحيا الفؤاد بذكرِه والروح تشهد قد رأيتك مقصدا
تلك العصور الراكضات إذا أتى ذِكر الحبيب تراه حياً مرشدا
فهو المجاهد لا مثيل لعزمه وهو المشرّع قد أجاد وشيدا
وأعاد روحاً للوجود بهديه بعد التوغل في الجهالة والردى
وأباد صرحاً للضلالة شاده شيطان أنسٍ بالجحود تمردا
وأعاد روحاً للعقول بهديه لتعود تدرك أي حق قد بدا
صاغت يداه من البداوة قوةً فاقت عقول العالمين وسددا
فإذا البداوة قد أُُعيد بناؤها لتكون صرحاً للمكارم مذ غدا
تلج العلوم السائدات بنورها وتكون دوماً للتقدم موردا
ويكون منها من أضاء بعلمه ليل العصور الماضيات وجددا
تأبى القلوب الراجيات لربها إلا الصلاة على الحبيب مجدَدا
والكون يشهد أن أحمد بالهدى بين الخلائق سيداً متفردا
نبعٌ يفيض على الزمان بنوره فتراه روح العالمين مجدِدا
بجميل خلق ٍواكتمال شريعة جمع القلوب كما يشاء ووحدا
يلج العقول بما يقول وقوله عند البلاغة والأصالة مرشدا
عبدٌ حباه الله حسن خليقة ٍ وكريم خلق ٍلا يغادر مشهدا
تلقاه دوماً في الشدائد أولا حي الفؤاد ولا يطيق ترددا
أما المغانم فالجميع ينالها عدلاً تفرد بالسماحة واقتدى
أما الحبيب فقد ترفع زاهداً عف الفؤاد ولا يمد لها يدا
ويداه تمنح لا ترد مُطالباً وتراه دوماً قد ترفق للمدى
فالعدل يشرق حين يشرق حرفه والنور ينطق بالسماحة إذ بدا
الله أكبر لا شريك لملكه وهب الحبيب من الشهادة مقعدا
صلى عليه الله في عليائه بين الملائك واصطفاه مؤيدا
وحباه مجداً لا يجوز لغيره عند التشهد إذ أردت تشهُدا
من جاء يشهد للإله موحداً ذكر الرسول مبجِلاً ومؤيدا
وحباه حوضا للرواء من الظما يوم القيامة والشفاعة موعدا
تهوى القلوب إليه شاب وليدها أما الحوامل لا تغادر مولدا
أنت الرسول فمن سواك لهولنا فيقوم يشفع راضياً متعبدا
يا رب عبدك يرتجيك لأمة ٍ رفعت لواء الحمد منذ المبتدى
(اشفع تٌشفّع) يا محمد فالذي أدناك حباً قد أصاغ إلى النِدا
من جاء يسأل فالحبيب رفيقنا طول الزمان ولا يغادر مشهدا
ذِكر الرسول هو الحياة لروحنا بعد الإله لمن تدبر واهتدى
نلقاه دوما بالسلام على الذي منح الخلائق من هداه ومهدا
صلوات ربى والسلام عليكمو يا من سجدت فصار كونك مسجدا
يا خير خلق الله تلك تحيتي بالمولد الميمون طبت محمدا
ـــــــــــــــ