العدد 46
أنتِ أُمٌّ أمْ أنتِ فيضُ الزمانِِ أمْ حَباكِ الرحمنُ سرَّ الجِنانِِ
أنْتِ من أنْتِ؟ منبعٌ للعطاءِ؟ أم نعيمٌ قد عَـمّ كلِّ مَكانِ
أمْ ملاكٌ يسيرُ بين الوجودِ باسماً في بشاشةٍ ورزانِ
أمْ نسيمٌ يهُبّ فينا بلطفِ ينثرُ الحلْمَ والمُنَى والأمَاني
أنتِ رََوْحٌ في جنّةٍ ورَوَاحٌ أنتِ معنى من رائعاتِ المَعانِي
أنتِ دفءٌ وواحةٌ وسُكونٌ ومزيجٌ من رقّةٍ وحنانِ
أنتِ لحْنٌ يُتلى بصدقٍ وحبِّ ونشيدٌ يُروى بكلِّ لسانِ
أنتِ عطفٌ ورحْمةٌ وعفافُ وسَجايا تبْقى بمَرّ الزمَانِ
أيُّ طهْرٍ أرى وهذا النقاءُ يجْعل اللّطفَ مذهباً للحِسانِ
إنّها دنيايَ التي عشْتُ فيها سابحاً في فضائِها بأمانِ
هِيَ حُبٌّ معبّقٌ بحنانِ هِيَ صدْرٌ يضُمّني ويَدَانِ
هِيَ تدري خواطري وكلامي وَهْيَ نبْضُ الفؤادِ والترْجُمانِ
هِيَ تسْعى لبهْجتي وسروري وهي تشْدو إذا الربيعُ أتانِي
بِيَدَيْها الأقدارُ ترْسم درْبي لِغَدِي عيْناها لَكَمْ تلْهِمَانِي
تلك أمّي ويا لها من وفاءِ وعطاءِ يَدُرّ دون تَوَانِي
لقدومي ذاقتْ وَبَالاً تُعانِي منْ عظيم الآهاتِ فيما تُعَانِي
في خِضَمّ العناءِ لاحَ صياحي سَرّها في عنائها أن تَرَانِي
هِيَ أُمّي رويْتَ منها دمائي واستوى منها هيْكلي وَبَنَانِي
وارْتَشَفْتُ الأحلامَ منها لِعُمْري وَسَقَتْني الودادَ ما قد كَفَانِي
وَسَتَبْقى شمساً تضِيء طريقي ومَلاذا إذا الزّمانُ جَفَانِي
وهْيَ ذكْرى تَظَلّ دوْماً بخلْدِي لسْتُ أنْساها لحْظةً أو ثوانِي
ـــــــــــــــ
- · دخلت هذه القصيدة الدور التمهيدي في مسابقة أجمل قصيدة في الأم نظمتها قناة المستقلة في لندن.