العدد 20
يشكل هذا الديوان صورة من تعبير مجموعة من شعراء رابطة الأدب الإسلامي العالمية تجاه قضية البوسنة والهرسك إحدى القضايا الإسلامية المعاصرة.
وقد شهد الصراع الإسلامي (البوسنة والهرسك) مع صربيا وكرواتيا(1992- 1995م) مشاهد دامية أعادت إلى الأذهان أحداث الاحتلال الشيوعي لهذه المناطق بعد الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية من إبادات جماعية للمسلمين خاصة، رغم أنهم في هذه المنطقة من الشعوب الأوربية من الناحية العرقية!.
هذه الأحداث أطلقت ألسنة الشعراء عامة، والشعراء الإسلاميين خاصة يعبرون بقصائدهم عن مشاعرهم تجاه إخوانهم المسلمين، والتضامن معهم والدعوة إلى نصرتهم.
وقد اختارت رابطة الأدب الإسلامي العالمية مجموعة من قصائد شعرائها في هذه القضية، من بين قصائد كثيرة، بحيث تتوافر فيها التجويد الفني إلى جانب الموضوع الموحد وهو مأساة المسلمين في هذه البقعة من العالم.
يضم الديوان أربعين قصيدة لتسعة وعشرين شاعرا من بلدان عربية متعددة، تكسب الديوان التنوع الفني، والتعبيري، وبوجود أكثر من قصيدة لبعض الشعراء. وفيما يأتي أسماء الشعراء موزعة على البلدان، وذكر القصائد المتكررة للشاعر، وسائرهم لهم قصيدة واحدة، وهم:
من مصر: محمد التهامي، جابر قميحة، صابر عبد الدايم، حسين علي محمد، أحمد فضل شبلول، طاهر محمد العتباني (قصيدتان)، أحمد محمود مبارك (ثلاث قصائد).
ومن قطر: يوسف القرضاوي، أحمد محمد الصديق.
ومن سورية: عبد الرحمن الصوفي، محمد الحسناوي، شريف الحاج قاسم، محمد حكمت وليد، محمد أمين أبو بكر، سليم زنجير، محمد إياد العكاري، يحيى حاج يحيى (قصيدتان)، وليد قصاب (قصيدتان).
ومن السعودية: عبد الرحمن عبد الكريم العبيد، يوسف عبد اللطيف أبو سعد، عدنان النحوي (قصيدتان)، خالد سعود الحليبي (قصيدتان).
ومن فلسطين: عبد الرحمن بارود، محمود مفلح.
ومن المغرب: محمد المنتصر الريسوني، حسن الأمراني (ثلاث قصائد).
ومن اليمن: عبد الرحمن طيب بعكر.
ومن الأردن: مصطفى أبو الرز، عبد الرزاق حسين.
ويمكن نسبة بعض الشعراء إلى بلدان المولد والمنشأ بدلا من الإقامة الحالية مثل: يوسف القرضاوي من مصر، وعدنان النحوي، وأحمد محمد الصديق من فلسطين.
وكان بالإمكان تحقيق توسع جغرافي أكبر، إلا أن عدم المشاركة، أو الضعف الفني في بعض المشاركات تحول دون تحقيق مثل هذا الغرض، مثلما أن جودة النصوص لدى شاعر معين تغري بضم أكثر من قصيدة له في الديوان.
وقصائد الديوان يغلب عليها الشكل الشعري القديم، أو ما يسمى التقليدي الذي يعتمد الشطرين المتناظرين، ووحدة القافية والروي والوزن.
وقد ضم الديوان عددا من قصائد التفعلية للشعراء: محمد الحسناوي: التتار في سراييفو، ومحمود مفلح: عفوا سراييفو، ومحمد وليد: لؤلؤة الثغور، ويحيى حاج يحيى: صور من المأساة، وأحمد محمود مبارك: صوت من البوسنة، وصابر عبد الدايم: أعراس الشفق، وحسن الأمراني بقصيدتين: وا إسلاماه!، ونشيد أطفال سراييفو، ووليد قصاب: غيبة الفتى المنشود، وحسين علي محمد: صهيب ينادي: وا معتصماه!، وأحمد فضل شبلول: زمن النار؛ بمجموع إحدى عشرة قصيدة من أصل أربعين قصيدة، وهي نسبة جيدة في التنوع الشكلي الذي أخذ توزعا عادلا على شعراء من بلدان مختلفة أيضا، ومعظمهم يجيدون نظم الشعر العمودي والتفعيلي باقتدار.
يقول الشاعر عبد الرحمن الصوفي رحمه الله (ص 15 من طبعة مكتبة العبيكان) في قصيدته: أبكي سراييفو:
أبكي سراييفو وأندب حالها / فالنار تأكلها ولا راث لها
أهل الصليب تآمروا ومرامهم / لو مزقوا في لحظة أوصالها
الصرب تذبحها وهم قد باركوا / والكفر من زمن أراد زوالها
أبكي سراييفو وأندب أمتي / ما عاد معتصم يهز رجالها
تركوا الجهاد وميتة الحسنى به / ركنوا لدنيا وارتضوا أوحالها
يا سبة التاريخ يصفع جيلنا / يلهو وكم في عاره سفها لها
يا لهف نفسي لليتامى والأيامى تحتسي المر الذي قد نالها
إلى آخر القصيدة.
صدرت الطبعة الأولى والثانية من الديوان عن دار البشير في عمان بالأردن عام 1414هـ/ 1993م، ثم صدرت الطبعة الثالثة/ الأولى الخاصة بمكتبة العبيكان في الرياض عام 1426هـ، الموافق 2005م، وهو في سلسلة إصدارات مكتب البلاد العربية لرابطة الأدب الإسلامي العالمية برقم (6).