إلى أمي.. وأم الوطن ... نثيرة
كتب  هيام ضمرة ▪ بتاريخ 21/11/2012 06:54 ▪ تعليقات (0) ▪ طباعة  أرسل لصديق  أرسل لصديق 

العدد 20

 

أنا البوعزيزي يا أمي لا تحزني!
لا تذرفي مِنَ العيونِ المُجهدات سخيَّ الدمعِ
لا تبكي.. لا تتوجَّعي.. لا تندُبي..
فتوهِمُنا الجمارُ أنَّ الهشيمَ فرطُ أنينٍ يُدمي
ولحمي المُحترقُ يسيلُ نهراً ويمضي 
مسافراً عبرَ البلادِ منْ شرقٍ إلى غربِ
لنْ تُصافِحَكِ بعد اليوم غربتي
ولنْ تنسَّل ايحاءاتُ غضبتي 
لهيبٌ نفثتهُ اعتراضاً 
حين غيَّبَ القهرُ العقل والحس
***
فواللهِ ما طلبتُ الأسى لقلبكِ
ولا حَمَلني للاشتعالِِ غيرُ تبديد الظلم
كنتِ تقولينَ: لقمةُ الشرفِ تكفي وإنْ زهدتْ
فهلْ تُراهُم مَنِ التصقوا بالمقاعدِ لزموا عُهدةَ الصِدْقِ
أتراها دماءَهم بذاتِ اللونِ؟
أتُخضبُ التاريخ مثلنا؟
أم تصْفرُّ وتزْرَّقُ كما النمسِ
***
أماهُ ها هو يتداعى بأعقابي صمتُ الخائفين 
تنادتْ لحقوقِها مُحتدَّةً بالغضبِ
مادَتْ في الجموعِ رجفاتُ المَطالبِ
يمضونَ بشعاراتٍ، يوحِّدُهم عاتي الصوتِ
ففيم يا عربي انتظارك؟ 
ولماذا تلتوي على نفسِها خيبةُ أهلَ الظلم؟
قد تحيا القلوبُ على الوجعِ عقوداً 
فينفضُها في مرةٍ ذاتَ الوجعِ
***
يُعجِّلُ القضاءُ في أجلٍ 
والموتُ قدرٌ تُغازلهُ اللحودُ بالهمسِ
فاشحذ أيُها العربي قبضةََ الثورةِ أمواجاً
يدفعُ بعضُها بعضاً مِنْ بحرٍ إلى بحرِ
تعْصِفُ بالأرجاءِ أضواءُ الوعدِ
تعربدُ في شرايينٍ عافتْ ذبحَها
على مقصلةِ عجزٍ.. ينفذُ إلى عجزِ
فكيفَ لا نخشى له وشايةً؟
والحلمُ غاصَ في دهاليزِ الحنق
طموحٌ تتقاذفهُ خيباتُ الأبوابِ المُقفلة
فلا مُتعلم.. ولا عَالم.. ولا مُعلم!
***
فعلى أيِّ سياقاتِ الأباطيلِ صَبرْنا
لأكون قنديلاً يُسْتدَّلُ على وهجهِ بالطُرقات
تُخرجني شظايا انكساري ثائراً
فكيف يا أمي أغادِرُ حُرْقتي وحَرْقي
وكيف تُسْكِتُني الذِلةُ وقد كنتُ رضيتُ قلةَ رزقي 
ووصمةَ الصفعة تعضُ على نواجذِ رُكامي
**
فلا تحزني كثيراً يا أمي
ولا تُساقطي الدمعَ في كأسِ الكَلِمِ
ولا تغضبي إذا احتراقي أشعلَ للحريةِ شرارةً
فما خسرتُ رهانَ موتي وغيابي
"
وعسى أنْ تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم"
فلعلَ العليُّ القديرُ سخرني للوهجِ
وإذا مَنْ جاءني يتمثلُ العزاء تملقاً 
جافتهُ بعد ذلك عَجْرَفةُ المُعزينَ!. 

 

تعليقات القراء
لاتوجد تعليقات على هذا المقال الى اﻷن

علق برجاء التدقيق اللغوي لما يكتب